تاريخ ابن خلدون - ابن خلدون - ج ٢ق٢ - الصفحة ٥٧
فاصقعوه مائة واستوفضوه عاما ومن زنى بمثيب فضرجوه بالأضاميم ولا توصيم في الدين ولا غمة في فرائض الله وكل مسكر حرام ووائل بن حجر يترفل على الأقيال (و فيها) قدم وفد محارب في عشرة نفر فأسلموا (وفيها) قدم وفد الرها من مذحج في خمسة عشر نفرا وأهدوا فرسا فأسلموا وتعلموا القرآن وانصرفوا ثم قدم نفر منهم وحجوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وتوفى فأوصى لهم بمائة وسق من خيبر جارية عليهم من الكتيبة وباعوها من معاوية (وفيها) قدم وفد نجران النصارى في سبعين راكبا يقدمهم أميرهم العاقب عبد المسيح من كندة وأسقفهم أبو حارثة من بكر بن وائل والسيد الأيهم وجادلوا عن دينهم فنزل صدر سورة آل عمران وآية المباهلة فأبوا منها وفرقوا وسألوا الصلح وكتب لهم به على ألف حلة في صفر وألف في رجب وعلى دروع ورماح وخيل وحمل ثلاثين من كل صنف وطلبوا ان يبعث معهم واليا يحكم بينهم فبعث معهم أبا عبيدة بن الجراح ثم جاء العاقب والسيد وأسلما (وفيها) قدم وفد الصدف من حضر موت في بضعة عشر نفرا فأسلموا وعلمهم أوقات الصلاة وذلك في حجة الوداع (وفى هذه السنة) قدم وفد عبس قال ابن الكلبي وفد منهم رجل واحد فأسلم ورجع ومات في طريقه وقال الطبري وفيها وفد عدى بن حاتم في شعبان انتهى (وفيها) قدم وفد خولان عشرة نفر فأسلموا وهدموا صنمهم وكان وفد على رسول الله صلى الله عليه وسلم في هدنة الحديبية قبل خيبر رفاعة بن زيد الضبيبي من جذام وأهدى غلاما فأسلم وكتب له رسول الله صلى الله عليه وسلم كتابا يدعوهم إلى الاسلام فأسلموا ولم يلبث ان قفل دحية بن خليفة الكلبي منصرفا من عند هرقل حين بعثه النبي صلى الله عليه وسلم ومعه تجارة فأغار عليه الهنيد بن عوض وقومه بنو الضليع من بطون جذام فأصابوا كل شئ معه وبلغ ذلك مسلمين من بنى الضبيب فاستنقذوا ما أخذه الهنيد وابنه وردوه على دحية وقدم دحية على النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره الخبر فبعث النبي صلى الله عليه وسلم زيد بن حارثة في جيش من المسلمين فأغار عليهم بالقضقاض من حرة الرمل وقتلوا الهنيد وابنه في جماعة وكان معهم ناس من بنى الضبيب فاستباحوهم معهم وقتلوهم فركب رفاعة بن زيد ومعه أبو زيد بن عمر ومن قومه في جماعة منهم فقدموا على النبي صلى الله عليه وسلم واخبروه الخبر فقال كيف اصنع بالقتلى فقالوا يا رسول الله أطلق لنا من كان حيا فبعث معهم علي بن أبي طالب وحمله على جمل وأعطاه سيفه فلحقه بفيفاء الفحلتين وأمره برد أموالهم فردها (وفى هذه السنة) قدم وفد عامر بن صعصعة فيهم عامر بن الطفيل بن مالك وأربد بن ربيعة بن مالك فقال له عامر يا محمد اجعل لي الامر بعدك قال ليس ذلك لك ولا لقومك قال اجعل لي الوبر ولك المدر قال لا
(٥٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 ... » »»