تاريخ ابن خلدون - ابن خلدون - ج ٢ق٢ - الصفحة ٥٣
امرأة فوقف لها فعلم عدى انه ليس بملك وانه نبي ثم أخبره عن أخذه المرباع من قومه ولا يحل له فازداد استبصارا فيه ثم قال لعله انما يمنعك من الدخول في هذا الدين ما ترى من حاجتهم فيوشك ان يفيض المال فيهم حتى لا يوجد من يأخذه أو لعله يمنعك ما ترى من كثرة عدوهم وقلة عددهم فوالله ليوشكن ان تسمع بالمرأة تخرج من القادسية على بعيرها حتى تزور هذا البيت لا تخاف أو لعلك انما يمنعك من الدخول فيه انك ترى الملك والسلطان لغيرهم فيوشك ان تسمع بالقصور البيض من بابل قد فتحت فأسلم عدى وانصرف إلى قومه ثم أنزل الله على نبيه الأربعين آية من أول براءة في نبذ هذا العهد الذي بينه وبين المشركين أن لا يصدوا عن البيت ونهوا ان يقرب المسجد الحرام مشرك بعد ذلك وان لا يطوف بالبيت عريان ومن كان بينه وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم عهد فيتم له إلى مدته وأجلهم أربعة أشهر من يوم النحر فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم بهذه الآيات أبا بكر وأمره على إقامة الحج بالموسم من هذه السنة فبلغ ذا الحليفة فأتبعه بعلى فأخذها منه فرجع أبو بكر مشفقا ان يكون نزل فيه قرآن فقال له النبي صلى الله عليه وسلم لم ينزل شئ ولكن لا يبلغ عنى غيرى أو رجل منى فسار أبو بكر على الحج وعلى على الأذان ببراءة فحج أبو بكر بالناس وهم على حج الجاهلية وقام على عند العقبة يوم الأضحى فأذن بالآية التي جاء بها (قال) الطبري وفى هذه السنة فرضت الصدقات لقوله تعالى خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها الآية (وفيها) قدم وفد ثعلبة بن سعد ووفد سعد هذيم من قضاعة قال الطبري (وفيها) بعث بنو سعد بن بكر ضمام بن ثعلبة وافدا فاستخلف رسول الله صلى الله عليه وسلم على ما جاء به من الاسلام وذكر التوحيد والصلاة والزكاة والصيام والحج واحدة واحدة حتى إذا فرغ تشهد وأسلم وقال لأؤدي هذه الفرائض وأجتنب ما نهيت عنه ثم لا أزيد عليها ولا انقص فلما انصرف قال صلى الله عليه وسلم ان صدق دخل الجنة ثم قدم على قومه فأسلموا كلهم يوم قدومه (و الذي عليه الجمهور) ان قدوم ضمام وقصته كانت سنة خمس (ثم دخلت) سنة عشر فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم خالد بن الوليد في ربيع أو جمادى في سرية أربعمائة إلى نجران وما حولها يدعو بنى الحرث بن كعب إلى الاسلام ويقاتلهم إن لم يفعلوا فأسلموا وأجابوا داعيته وبعث الرسل في كل وجه فأسلم الناس فكتب بذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فكتب إليه بأن يقدم مع وفدهم فاقبل خالد ومعه وفد بنى الحرث بن كعب منهم قيس بن الحصين ذو القصة ويزيد بن عبد المدان ويزيد بن المحجل وعبد الله بن قراد الزيادي وشداد بن عبد الله الضبابي وعمرو بن عبد الله الضبابي فأكرمهم النبي صلى الله عليه وسلم وقال لهم بم كنتم تغلبون
(٥٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 ... » »»