من يقاتلكم في الجاهلية قالوا كنا نجتمع ولا نفترق ولا نبدأ أحدا بظلم قال صدقتم فأسلموا وأمر عليهم قيس بن الحصين ورجعوا صدر ذي القعدة من سنة عشر ثم أتبعهم عمرو بن حزم من بنى النجار ليفقههم في الدين ويعلمهم السنة وكتب إليه كتابا عهد إليه فيه عهده وأمره بأمره وأقام عاملا على نجران وهذا الكتاب وقع في السير مرويا واعتمده الفقهاء في الاستدلالات وفيه مآخذ كثيرة للاحكام الفقهية ونصه بسم الله الرحمن الرحيم هذا كتاب من الله ورسوله يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود عهدا من محمد النبي صلى الله عليه وسلم لعمرو بن حزم حين بعثه إلى اليمن آمره بتقوى الله في أمره كله فان الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون وآمره ان يأخذ بالحق كما أمره الله وان يبشر الناس بالخير ويأمرهم به ويعلم الناس القرآن ويفهمهم فيه وأن ينهى الناس فلا يمس القرآن انسان الا وهو طاهر وان يخبر الناس بالذي لهم والذي عليهم ويلين للناس في الحق ويشتد عليهم في الظلم فان الله حرم الظلم ونهى عنه فقال ألا لعنة الله على الظالمين وأن يبشر الناس بالجنة وبعملها وينذر الناس النار وعملها ويستألف الناس حتى يتفقهوا في الدين ويعلم الناس معالم الحج وسننه وفرائضه وما أمر الله به والحج الأكبر والحج الأصغر وهو العمرة وينهى الناس أن يصلى أحد في ثوب واحد صغير إلا أن يكون واسعا يثنى طرفيه على عاتقيه وينهى ان يحتبى أحد في ثوب واحد ويفضى بفرجه إلى السماء وينهى أن يقص أحد شعر رأسه إذا عفا في قفاه وينهى إذا كان بين الناس هيج عن الدعاء إلى القبائل والعشائر وليكن دعاؤهم إلى الله وحده لا شريك له فمن لم يدع إلى الله ودعا القبائل والعشائر فليعطفوه بالسيف حتى يكون دعاؤهم إلى الله وحده لا شريك له ويأمر الناس باسباغ الوضوء في وجوههم وأيديهم إلى المرافق وأرجلهم إلى الكعبين وان يمسحوا برؤوسهم كما أمرهم الله وآمره بالصلاة لوقتها واتمام الركوع والسجود وأن يغلس بالصبح ويهجر بالهاجرة حتى تميل الشمس وصلاة العصر والشمس في الأرض مدبرة والمغرب حين يقبل الليل لا يؤخر حتى تبدو نجوم السماء والعشاء أول الليل وآمره بالسعي إلى الجمعة إذا نودي لها والغسل عند الرواح إليها وآمره أن يأخذ من الغنائم خمس الله وما كتب على المؤمنين في الصدقة من العقار عشر ما سقت العين أو سقت السماء وعلى ما سقى الغرب نصف العشر وفى كل عشر من الإبل شاتان وفى كل عشرين أربع شياه وفى كل أربعين من البقر بقرة وفى كل ثلاثين من البقر تبيع أو تبيعة جذع أو جذعة وفى كل أربعين من الغنم سائمة وحدها شاة فإنها فريضة الله التي افترض على المؤمنين في الصدقة فمن زاد خيرا فهو خير له وانه من أسلم من يهودي أو نصراني اسلاما خالصا من
(٥٤)