سيدهم فأدركه في طريقه وأسلم ورجع يدعو قومه فرمى بسهم في سطح بيته وهو يؤذن للصلاة فمات ومنع قومه من الطلب بدمه وقال هي شهادة ساقها الله إلى وأوصى ان يدفن مع شهداء المسلمين ثم قدم ابنه أبو المليح وقارب بن الأسود بن مسعود فأسلما وضيق مالك بن عوف على ثقيف واستباح سرحهم وقطع سابلتهم وبلغهم رجوع النبي صلى الله عليه وسلم من تبوك وعلموا أن لا طاقة لهم بحرب العرب وفزعوا إلى عبد يا ليل بن عمرو بن عمير فشرط عليهم أن يبعثوا معه رجالا منهم ليحضروا مشهده خشية على نفسه مما نزل بعروة فبعثوا معه رجلين من احلاف قومه وثلاثا من بنى مالك فخرج بهم عبد يا ليل وقدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم في رمضان من السنة التاسعة يريدون البيعة والإسلام فضرب لهم قبة في المسجد وكان خالد بن سعيد بن العاصي يمشي في أمرهم وهو الذي كتب كتابهم بخطه وكانوا لا يأكلون طعاما يأتيهم حتى يأكل منه خالد وسألوه أن يدع لهم اللات ثلاث سنين رغبا لنسائهم وأبنائهم حتى يأنسوا فأبى وسألوه أن يعفيهم من الصلاة فقال لا خير في دين لا صلاة فيه فسألوه أن لا يكسروا أوثانهم بأيديهم فقال اما هذه فسنكفيكم منها فأسلموا وكتب لهم وأمر عليهم عثمان بن أبي العاصي أصغرهم سنا لأنه كان حريصا على الفقه وتعلم القرآن ثم رجعوا إلى بلادهم وخرج معه أبو سفيان بن حرب والمغيرة بن شعبة لهدم اللات وتأخر أبو سفيان حتى دخل المغيرة فتناولها بيده ليهدمها وقام بنو معتب دونه خشية عليه ثم جاء أبو سفيان وجمع ما كان لها من الحلي وقضى منه دين عروة والأسود ابني مسعود كما أمر النبي صلى الله عليه وسلم وقسم الباقي * (الوفود) * ولما فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم من تبوك وأسلمت ثقيف ضربت إليه وفود العرب من كل وجه حتى لقد سميت سنة الوفود (قال ابن إسحاق) وانما كانت العرب تتربص بالاسلام أمر هذا الحي من قريش وأمر النبي صلى الله عليه وسلم وذلك أن قريشا كانوا امام الناس وهاديهم وأهل البيت والحرم وصريح ولد إسماعيل وقادتهم لا ينكرون لهم وكانت قريش هي التي نصبت لحربه وخلافه فلما استفتحت مكة ودانت قريش ودخلها الاسلام عرفت العرب انهم لا طاقة لهم بحربه وعداوته فدخلوا في دينه أفواجا يضربون إليه من كل وجه انتهى (فأول) من قدم إليه بعد تبوك وفد بنى تميم وفيه من رؤسهم عطارد بن حاجب بن زرارة بن عدس من بنى دارم بن مالك والحتات بن زيد والأقرع بن حابس والزبرقان بن بدر من بنى سعد وقيس بن عاصم وعمرو بن الأهتم وهما من بنى منقر ونعيم بن زيد ومعهم عيينة بن حصن
(٥١)