تاريخ ابن خلدون - ابن خلدون - ج ٢ق٢ - الصفحة ٥٢
الفزاري وقد كان الأقرع وعيينة شهدا فتح مكة وخيبر وحصار الطائف ثم جاءا مع وفد بنى تميم فلما دخلوا المسجد ونادوا من وراء الحجرات فنزلت الآيات في انكار ذلك عليهم ولما خرج قالوا جئنا نفاخرك بخطيبنا وشاعرنا فأذن لهم فخطب عطارد وفاخر ويقال والأقرع بن حابس ثم أنشد الزبرقان بن بدر شعرا بالمفاخرة ودعا رسول الله صلى الله عليه وسلم ثابت بن قيس بن الشماس من بنى الحرث بن الخزرج فخطب وحسان بن ثابت فأنشد مساجلين لهم فأذعنوا للخطبة والشعر والسؤدد والحلم وقالوا هذا الرجل هو مؤيد من الله خطيبه أخطب من خطيبنا وشاعره أشعر من شاعرنا وأصواتهم أعلى من أصواتنا ثم أسلموا وأحسن رسول الله صلى الله عليه وسلم جوائزهم وهذا كان شأنه مع الوفود ينزلهم إذا قدموا ويجهزهم إذا رحلوا (ثم قدم) على رسول الله صلى الله عليه وسلم في آخر رمضان مقدمه من تبوك كتاب ملوك حمير مع رسولهم ومع الحرث بن عبد كلال ونعيم بن عبد كلال والنعمان قيل ذي رعين وهمدان ومعافر (وبعث زرعة) ابن ذي يزن رسوله مالك بن مرة الرهاوي باسلامهم ومفارقة الشرك وأهله وكتب إليهم النبي صلى الله عليه وسلم كتابه (وبعث إلى ذي يزن) معاذ بن جبل مع رسوله مالك ابن مرة يجمع الصدقات وأوصاهم برسله معاذ وأصحابه ثم مات عبد الله بن أبي ابن سلول في ذي القعدة ونعى رسول الله صلى الله عليه وسلم النجاشي وانه مات في رجب قبل تبوك (وقدم) وفد بهرا في ثلاثة عشر رجلا ونزلوا على المقداد بن عمرو وجاء بهم فأسلموا وأجازهم وانصرفوا (وقدم) وفد بنى البكاء ثلاثة نفر منهم (وقدم) وفد بنى فزارة بضعة عشر رجلا فيهم خارجة بن حصن وابن أخيه الحر بن قيس فأسلموا (ووفد) عدى بن حاتم من طي فأسلم وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد بعث قبل تبوك إلى بلاد طي علي بن أبي طالب في سرية فأغار عليهم وأصيب حاتم وسبيت ابنته وغنم سيفين في بيت أصنامهم كانتا من قربان الحرث بن أبي شمر وكان عدى قد هرب قبل ذلك ولحق ببلاد قضاعة بالشام فرارا من جيوش المسلمين وجوارا لأهل دينه من النصارى وأقام بينهم ولما سيقت ابنة حاتم جعلت في الحظيرة بباب المسجد التي كانت السبايا تحبس بها ومر بها رسول الله صلى الله عليه وسلم فكلمته ان يمن عليها فقال قد فعلت ولا تعجلي حتى تجدي ذائقة من قومك يبلغك إلى بلادك ثم ائذنيني قالت فأقمت حتى قدم ركب من بنى قضاعة وأنا أريد ان آتى اخى بالشام فعرفت رسول الله صلى الله عليه وسلم فكساني وحملني وزودني وخرجت معهم فقدمت الشام فلما لقيها عدى تلاوما ساعة ثم قال لها ماذا ترين في أمرى مع هذا الرجل فأشارت عليه باللحاق به فوفد وأكرمه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأدخله إلى بيته وأجلسه على وسادته بعد أن استوقفته في طريقه
(٥٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 ... » »»