خلف الجيش ينصحون بالنبل لئلا يأتوا المسلمين من خلفهم ودفع اللواء إلى مصعب بن عمير من بنى عبد الدار وأجاز يومئذ سمرة بن جندب الفزاري ورافع بن خديج من بنى حارثة في الرماة وسنهما خمسة عشر عاما ورد أسامة بن زيد وعبد الله بن عمر بن الخطاب ومن بنى مالك بن النجار زيد بن ثابت وعمرو بن حرام ومن بنى حارثة البراء بن عازب وأسيد ابن ظهير ورد عرابة بن أوس وزيد بن أرقم وأبا سعيد الخدري سن جميعهم يومئذ أربعة عشر عاما وجعلت قريش على ميمنة الخيل خالد بن الوليد وعلى ميسرتهم عكرمة بن أبي جهل وأعطى عليه السلام سيفه بحقه إلى أبي دجانة سماك بن خرشة من بنى ساعدة وكان شجاعا بطلا يختال عند الحرب وكان مع قريش ذلك اليوم والد حنظلة غسيل الملائكة أبو عامر عبد عمرو بن صيفي بن مالك بن النعمان في طليعة وكان في الجاهلية قد ترهب وتنسك فلما جاء الاسلام غلب عليه الشقاء وفر إلى مكة في رجال من الأوس وشهد أحدا مع الكفار وكان يعد قريش في انحراف الأوس إليه لما انه سيدهم فلم يصدق ظنه ولما ناداهم وعرفوه قالوا لا أنعم الله لك علينا يا فاسق فقاتل المسلمين قتالا شديدا وأبلى يومئذ حمزة وطلحة وشيبة وأبو دجانة والنضر بن أنس بلاء شديدا وأصيب جماعة من الأنصار مقبلين غير مدبرين واشتد القتال وانهزم قريش أولا فخلت الرماة عن مراكزهم وكر المشركون كرة وقد فقدوا متابعة الرماة فانكشف المسلمون واستشهد منهم من أكرمه الله ووصل العدو إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقاتل مصعب بن عمير صاحب اللواء دونه حتى قتل وجرح رسول الله صلى الله عليه وسلم في وجهه وكسرت رباعيته اليمنى السفلى بحجر وهشمت البيضة في رأسه يقال ان الذي تولى ذلك عتبة بن أبي وقاص وعمرو بن قميئة الليثي وشد حنظلة الغسيل على أبي سفيان ليقتله فاعترضه شداد بن الأسود الليثي من شعوب فقتله وكان جنبا فأخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الملائكة غسلته وأكبت الحجارة على رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى سقط من بعض حفر هناك فأخذ على بيده واحتضنه طلحة حتى قام ومص الدم من جرحه مالك بن سنان الخدري والد بنت أبي سعيد ونشبت حلقتان من حلق المغفر في وجهه صلى الله عليه وسلم فانتزعهما أبو عبيدة بن الجراح فندرت ثنيتاه فصار اهتم ولحق المشركون رسول الله صلى الله عليه وسلم وكر دونه نفر من المسلمين فقتلوا كلهم وكان آخرهم عمار بن يزيد بن السكن ثم قاتل طلحة حتى أجهض المشركون وأبو دجانة يلي النبي صلى الله عليه وسلم بظهره وتقع فيه النبل فلا يتحرك وأصيبت عين قتادة بن النعمان من بنى ظفر فرجع وهي على وجنته فردها عليه السلام بيده فصحت وكانت أحسن عينيه وانتهى النضر بن أنس إلى جماعة من الصحابة وقد دهشوا وقالوا قتل
(٢٥)