يأتون رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة تعاقدت على أن يفتنوا المسلمين عن دينهم فأصابهم من ذلك جهد شديد ثم نزل قوله تعالى وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله فلما تمت بيعة الأنصار على ما وصفناه أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه ممن هو بمكة بالهجرة إلى المدينة فخرجوا أرسالا وأول من خرج أبو سلمة بن عبد الأسد ونزل في قبا ثم هاجر عامر بن ربيعة حليف بنى عدى بامرأته ليلى بنت أبي خيثمة بن غانم ثم هاجر جميع بنى جحش من بنى أسد بن خزيمة ونزلوا بقبا ثم عكاشة بن محصن وجماعة من بنى أسد حلفاء بنى أمية كانت فيهم زينب بنت جحش أم المؤمنين وأختاها حمنة وأم حبيبة ثم هاجر عمر بن الخطاب وعياش بن أبي ربيعة في عشرين راكبا فنزلوا في العوالي في بنى أمية بن زيد وكان يصلى بهم سالم مولى بنت أبي حذيفة وجاء أبو جهل ابن هشام فخادع عياش بن أبي ربيعة ورده إلى مكة فحبسوه حتى تخلص بعد حين ورجع وهاجر مع عمر أخوه زيد وسعيدا بن عمه زيد وصهره على بنته حفصة أم المؤمنين خنيس بن حذافة السهمي وجماعة من حلفاء بنى عدى نزلوا بقبا على رفاعة بن عبد المنذر من بنى عوف بن عمرو ثم هاجر طلحة بن عبيد الله فنزل هو وصهيب بن سنان على حبيب بن أساف في بنى الحرث بن الخزرج بالسلم وقيل بل نزل طلحة على أسعد بن زرارة ثم هاجر حمزة بن عبد المطلب ومعه زيد بن حارثة مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم وحليفه أبو مرثد كناز بن حصن الغنوي فنزلوا في بنى عمرو بن عوف بقبا على كلثوم بن الهدم ونزل جماعة من بنى المطلب بن عبد مناف فيهم مسطح بن أثاثة ومعه خباب بن الأرت مولى عتبة بن غزوان في بنى المسحلان بقبا ونزل عبد الرحمن بن عوف في رجال من المهاجرين على سعد بن الربيع في بنى الحرث بن الخزرج ونزل الزبير بن العوام وأبو سبرة بن أبي رهم ابن عبد العزى على المنذر بن محمد بن عتبة بن أحيحة الجلاح في دار بنى جحجبا ونزل مصعب ابن عمير على سعد بن معاذ في بنى عبد الأشهل ونزل أبو حذيفة بن عتبة ومولاه سالم وعتبة ابن غزوان المازني على عباد بن بشر من بنى عبد الأشهل ولم يكن سالم عتيق أبي حذيفة وانما أعتقته امرأة من الأوس كانت زوجا لابي حذيفة اسمها نبيثة بنت معاذ فتبناه ونسب إليه ونزل عثمان بن عفان في بنى النجار على أوس أخي حسان بن ثابت ولم يبق أحد من المسلمين بمكة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم الا أبو بكر وعلي بن أبي طالب فإنهما أقاما بأمره وكان صلى الله عليه وسلم ينتظر أن يؤذن له في الهجرة * (الهجرة) * ولما علمت قريش ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد صار له شيعة وأنصار من غيرهم وانه مجمع على اللحاق بهم وان أصحابه من المهاجرين سبقوه إليهم تشاوروا ما يصنعون في
(١٤)