المدينة سباع بن عرفطة الغفاري أو ابن أم مكتوم فبلغ ماء يقال له الكدر وأقام عليه ثلاثة أيام ثم انصرف ولم يلق حربا وقيل إنه أصاب من نعمهم ورجع بالغنيمة وانه بعث غالب بن عبد الله الليثي في سرية فنالوا منهم وانصرفوا بالغنيمة وأقام رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى ذي الحجة وفدى رسول الله صلى الله عليه وسلم أكثر أسارى بدر (السويق) ثم إن أبا سفيان لما انصرف من بدر نذر أن يغزو المدينة فخرج في مائتي راكب حتى أتى بنى النضير ليلا فتوارى عنه حيى بن أخطب ولقيه سلام بن مشكم وقراه وأعلمه بخبر الناس ثم رجع ومر بأطراف المدينة فحرق نخلا وقتل رجلين في حرث لهما فنفر رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمون واستعمل على المدينة أبا لبابة بن عبد المنذر وبلغ الكدر وفاته أبو سفيان والمشركون وقد طرحوا السويق من أزوادهم ليتخففوا فاخذها المسلمون فسميت لذلك غزوة السويق وكانت في ذي الحجة بعد بدر بشهرين (ذي أمر) ثم خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في شهر المحرم غازيا غطفان واستعمل على المدينة عثمان بن عفان فأقام بنجد صفر وانصرف ولم يلق حربا (بحران) ثم خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم آخر ربيع الأول يريد قريشا واستخلف ابن أم مكتوم فبلغ بحران معدنا في الحجاز ولم يلق حربا وأقام هنالك إلى جمادى الثانية من السنة الثالثة وانصرف إلى المدينة (قتل كعب بن الأشرف) وكان كعب بن الأشرف رجلا من طيئ وأمه من يهود بنى النضير ولما أصيب أصحاب بدر وبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم زيد بن حارثة وعبد الله بن رواحة مبشرين إلى المدينة جعل يقول ويلكم أحق هذا وهؤلاء اشراف العرب وملوك الناس وان كان محمد أصاب هؤلاء فبطن الأرض خير من ظهرها ثم قدم مكة ونزل على المطلب بن أبي وداعة السهمي وعنده عاتكة بنت أسيد بن أبي العيص بن أمية فجعل يحرض على رسول الله صلى الله عليه وسلم وينشد الاشعار ويبكى على أصحاب القليب ثم رجع إلى المدينة فشبب بعاتكة ثم شبب بنساء المسلمين فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن يقتل كعب بن الأشرف فانتدب لذلك محمد بن مسلمة وملكان بن سلامة بن وقش وهو أبو نائلة من بنى عبد الأشهل أخو كعب من الرضاعة وعباد بن بشر بن وقش والحرث بن بشر بن معاذ وأبو عبس بن جبر من بنى حارثة وتقدم إليه ملكان بن سلامة وأظهر له انحرافا عن النبي صلى الله عليه وسلم عن اذن منه وشكا إليه ضيق الحال ورام أن يبيعه وأصحابه طعاما ويرهنون سلاحهم فأجاب إلى ذلك ورجع إلى أصحابه فخرجوا وشيعهم رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بقيع الغرقد في ليلة قمراء وأتوا كعبا فخرج إليهم من حصنه ومشوا غير بعيد ثم وضعوا عليه سيوفهم ووضع محمد بن مسلمة معولا كان معه في ثنته
(٢٢)