ملوك فارس فارس تدعي لملوكها أمورا كثيرة، مما لا يقبل مثلها، من الزيادة في الخلقة، حتى يكون للواحد عدة أفواه وعيون، ويكون للآخر وجه من نحاس، ويكون على كتفي آخر حيتان تطعمان أدمغة الرجال، وطول المدة في العمر، ودفع الموت عن الناس، وأشباه ذلك مما تدفعه العقول ويجرى فيه مجرى اللعبات والهزل، ومما لا حقيقة له. ولم يزل أهل العقول والمعرفة من العجم، ومن له شرف، والبيت الرفيع من أبناء ملوكهم ودهاقينهم، وذوي الرواية والأدب، لا يحققون هذا، ولا يصححونه، ولا يقولونه.
ووجدناهم إنما يحسبون ملك فارس من لدن اردشير بابكان، فمن كان عندهم من أول ملوكهم والمملكة الأولى قبل اردشير: شيومرث سبعين سنة، اوشهنج فيشداد أربعين سنة، طهمورث ثلاثين سنة، جم شاد سبعمائة سنة، الضحاك ألف سنة، افريدون خمسمائة سنة، منوجهر مائة وعشرين سنة، افراسياب، ملك الترك، مائة وعشرين سنة، زوطهماسب خمس سنين، كيقباذ مائة سنة، كي كاووس مائة وعشرين سنة، كي خسرو ستين سنة، كي لهراسب مائة وعشرين سنة، كي بشتاسب مائة واثنتي عشرة سنة، كي اردشير مائة واثنتي عشرة سنة، خماني بنت جهرزاد ثلاثين سنة، دارا بن جهرزاد اثنتي عشرة سنة، ثم قتله الإسكندر الذي يقال له ذو القرنين، فافترق ملك فارس، وملك ملوك يسمون ملوك الطوائف، وهؤلاء كان ملكهم ببلخ.
ويزعم النسابون انهم من ولد عامورا بن يافث بن نوح، وكانوا على دين الصابئين، يعظمون الشمس والقمر والنار والنجوم السبعة، ولم يكونوا مجوسا،