رحبعم بن سليمان والملوك بعده ولما مات سليمان بن داود ملك رحبعم بن سليمان، فاجتمع إليه أسباط بني إسرائيل، وقالوا له: إن أباك قد كان غلظ علينا، واستعبدنا استعبادا شديدا، فخفف أنت الآن عنا! فقال لهم رحبعم: انصرفوا عني اليوم وجيئوني بعد ثلاثة أيام، فانصرفوا عنه، فاستشار المشيخة من أصحاب أبيه، فقال: ما ترون؟ قالوا: نرى أن تحسن إجابة بني إسرائيل، وتلين لهم القول، حتى تملكهم بعد اليوم. فترك قول مشيخة بني إسرائيل، واستشار أحداثا نشأوا معه، فقالوا له: نرى أن تغلظ القول لهم ليستقيم لك أمرهم، كما استقام لأبيك.
فلما كان اليوم الثالث اجتمعوا إليه ليسألوه عما ذكروا له، فقال لهم:
إن خنصري أثقل من إبهام أبي. فلما قال لهم هذا انصرفوا عنه، وتفرقوا في قراهم، فلم يبق معه من أسباط بني إسرائيل إلا سبط يهوذا وسبط بنيامين.
وملكت الأسباط العشرة عليهم يوربعم بن ناباط، وكان قد هرب من سليمان إلى مصر، فلما اختلفت بنو إسرائيل على رحبعم بن سليمان قدم، وجمع رحبعم ابن سليمان من سبط يهوذا، وسبط بنيامين، ألف رجل يطلب محاربة يوربعم ابن ناباط ومن معه.
وأوحى الله إلى سمعيا النبي أن قل لرحبعم ومن معه: لا تحاربوا بني إسرائيل ! فسمعوا قوله، وانصرفوا، وكان ملك رحبعم سبع عشرة سنة.
وملك يوربعم بن ناباط على العشرة الأسباط من جبل فاران، فقالت بنو إسرائيل: إنا نريد أن نقرب قرابيننا إلى الله، فكره يوربعم أن يصعدوا إلى بيت المقدس، فيستميلهم آل يهوذا، فيدخلوا في ملكهم، فقال: ليست بكم حاجة إلى الصعود، وأنا أعمل لكم مذبحا، فعمل لهم مذبحا، وصير فيه