بمعمودية واحدة، بمغفرة الخطايا وقيام الأموات، وحرموا من قال بعد هذا شيئا، وافترقوا من القسطنطينية، وكان ملك تيدوسوس سبع عشرة سنة.
ثم ملك بعده ابن أخيه تيدوسوس الأصغر والنطيانوس، وكان الجمع الثالث للنصرانية، فاجتمع بافسس، وحضر مائتا أسقف، وخالف نسطور على القوم جميعا، وقال: ان المسيح جوهران وكيانان، إله تام بجوهره وكيانه، فالأب ولد الاله، ولم يلد إنسانا، والام ولدت إنسانا، ولم تلد الاله، فقال له قريلس:
إن كان الامر كما قلت، فمن عبد المسيح، فهو مسئ، لأنه قد يكون عبد قديما ومحدثا، ومن ترك عبادته، فقد كفر، لأنه يكون قد ترك عبادة القديم كما ترك عبادة المحدث، ومن عبد الاله دون الانسان، فلم يعبد المسيح، إذ كان لا يستحق أن يقال مسيحا من إحدى جهتيه دون الأخرى، فأوجب ذلك على من حضر، وخالفه بطرخ أنطاكية، فقال نسطور: بطرخ أنطاكية يقول بمثل قولي.
وهرب نسطور إلى أرض العراق، فصارت النسطورية بالعراق، وصيروا رئيسهم، مكان البطرخ، جاثليق، فافترقوا على هذا، وكان ملك تيدوسوس الأصغر سبعا وعشرين سنة.
ثم ملك مرقيانوس، وكان في عهده الاجتماع الرابع، وكان سبب ذلك أن طرسيوس، صاحب اليعقوبية، قال: ان المسيح جوهر واحد وطبيعة واحدة، فأنكرته النصارى، فاجتمع ستمائة وثلاثون أسقفا بالقسطنطينية، وناظروا طرسيوس، فقالوا له: ان كان المسيح، كما زعمت، طبيعة واحدة، فالطبيعة القديمة هي الطبيعة المحدثة، وإن كان القديم من المحدث، فالذي لم يزل هو الذي لم يكن، فلم يرجع عن مقالته، فحرموه، فصار إلى أرض مصر والإسكندرية، وكان طبيبا، فأقام بها. وكان ملك مرقيانوس خمس سنين.
ثم ملك بعده اليون واليموس (1) سبع عشرة سنة، ثم ملك زينون ثماني عشرة .