ممالك البربر والأفارقة وكانت البربر والأفارقة، وهم أولاد فارق بن بيصر بن حام بن نوح، لما ملك اخوتهم بأرض مصر، فأخذوا من العريش إلى أسوان طولا، ومن أيله إلى برقة عرضا، خرجوا نحو المغرب، فلما جازوا أرض برقة أخذوا البلاد، فغلب كل قوم منهم على بلد، حتى انتشروا بأرض المغرب.
فأول من ملك منهم: لواته في أرض يقال لها أجد أبية من جبال برقة، وملكت مزاته في أرض يقال لها ودان، فنسب هؤلاء القوم إلى أبيهم، وجاز قوم منهم إلى بلد يقال له تورغة، فملكوا هناك، وهم هواره، وسار آخرون إلى بلاد أرميك، وهم بذرعه، وسار قوم إلى طرابلس يقال لهم المصالين، وجاز قوم إلى غربي طرابلس يقال لهم وهيله.
ثم استعلت بهم الطريق، فأخذ قوم إلى القيروان يقال لهم برقشانه، وأخذ آخرون ذات الشمال، فصاروا إلى تاهرت، وهم الذين يقال لهم كتامه وعجيسه، وأخذ قوم آخرون إلى سجلماسة، وهم الذين يقال لهم نفوسه ولمايه، وأخذ قوم إلى جبال هكان، وهم الذين يقال لهم لمطه ويسمون العبالات (1)، وهم في بادية، في غير مساكن، وأخذ قوم إلى طنجة يقال لهم مكناسه، وأخذ قوم إلى السوس الأقصى، وهم الذين يقال لهم مداسه.
وقد ذكر قوم من البربر والأفارقة أنهم من ولد بربر بن عيلان بن نزار، وقال آخرون: انهم من جذام ولحم، وكانت مساكنهم فلسطين، فأخرجهم بعض الملوك، ولما صاروا إلى مصر منعتهم ملوك مصر النزول، فعبروا النيل، .