ملوك الصين ذكرت الرواة وأهل العلم ومن صار إلى بلاد الصين، فأقام بها الدهر الطويل، حتى فهم أمرهم، وقرأ كتبهم، وعرف أخبار المتقدمين منهم، ورأوه في كتبهم، وسمعوه من أخبارهم، ومكتوب على أبواب مدنهم وبيوت أصنامهم، ومنقور في الحجارة قد أجري فيه الذهب: ان أول من ملك الصين صاين بن باعور بن يرج بن عامور بن يافث بن نوح بن لمك، فإنه كان عمل فلكا حكى به فلك نوح، فركب فيه، ومعه جماعة من ولده وأهله، حتى قطع البحر، فصار إلى موضع استحسنه، وأقام به، فسمي ذلك الموضع الصين باسمه، فكثر ولده، وتناسلت ذريته، فكانت ذريته على دين قومه، واتصل ملكه ثلاثمائة سنة.
ومنهم عرون الذي شيد البنيان، وعمل الصنعة، واتخذ الهياكل المذهبة، وعمل فيها صورة أبيه، وجعلها في صدر الهيكل، فكان إذا دخل سجد لتلك الصورة تعظيما لصورة أبيه، وكان لصاين اسم تفسيره بالعربية ابن السماء، فمن ذلك الزمان صارت الأوثان تعبد في بلاد الصين، وكان ملك عرون مائة وأربعين سنة.
ومنهم عير الذي سار في بلاد الصين طولا وعرضا، وبنى المدن العظام، وشيد القباب من الجزلان والنحاس المذهب، وعمل صورة أبيه من ذهب مكلل بالجوهر والرصاص والنحاس المزوق، فاتخذها أهل مملكته جميعا في مدنهم وبلدانهم، وقالوا: ينبغي للرعية أن تعمل صورة ملك قد ملكها من السماء، وعدل فيها. واتصل ملك عير مائة وثلاثين سنة.
ومنهم عينان الذي سام أهل مملكته سوء العذاب، ونفاهم إلى جزائر