الخطاب، وولد هصيص بن كعب سهما وجمحا.
وكان مرة بن كعب سيدا هماما، فتزوج هند بنت سرير بن ثعلبة بن الحارث بن مالك بن كنانة، وكان سرير أول من نسأ الشهور، فولدت هند لمرة كلابا، ثم تزوج مرة.... (1) بنت سعد بن بارق، فولدت له تيما ويقظة، فتيم بن مرة رهط أبي بكر، ومخزوم بن يقظة بن مرة رهطه أيضا.
وشرف كلاب بن مرة، وجل قدره، واجتمع له شرف الأب والجد من قبل الام لأنهم كانوا يجيزون الحج، ويحرمون الشهور، ويحللونها، فكانوا يسمون النسأة والقلامس، وكان لكلاب بن مرة من الولد: قصي، وزهرة، وفيهما قال رسول الله: صريحا قريش بن كلاب، وأمهما فاطمة بنت سعد بن سيل الأزدي، وكان سعد بن سيل أول من حليت له السيوف بالذهب والفضة، وله يقول الشاعر:
لا أرى في الناس شخصا واحدا، * فاعلموا ذاك، كسعد بن سيل فلما مات كلاب تزوجت فاطمة بنت سعد بن سيل ربيعة بن حرام العذري، فخرج بها إلى بلاد قومه، فحملت قصيا معها، وكان اسمه زيدا، فلما بعد من دار قومه سمته قصيا، فلما شب قصي، وهو في حجر ربيعة، قال له رجل من بني عذرة: الحق بقومك، فإنك لست منا! فقال: ممن أنا؟
فقال: سل أمك! فسألها، فقالت: أنت أكرم منه نفسا، وولدا، ونسبا!
أنت ابن كلاب بن مرة، وقومك آل الله، وفي حرمه.
وكانت قريش لم تفارق مكة، إلا أنهم لما كثروا قلت المياه عليهم، فتفرقوا في الشعاب، فكره قصي الغربة، وأحب أن يخرج إلى قومه، فقالت له أمه: لا تعجل حتى يدخل الشهر الحرام، فتخرج في حجاج قضاعة، فإني أخاف عليك! فلما دخل الشهر الحرام شخص معهم حتى قدم مكة، .