وكثير، وحراق، هؤلاء لا بقية لهم، فأما تيم الأدرم، فإنه أعقب.
وكان لؤي بن غالب سيدا شريفا بين الفضل، يروى انه قال لأبيه غالب ابن فهر، وهو غلام حدث: يا أبه! رب معروف قل إخلافه، ونصر، يا أبه، من أخلفه اخمله، وإذا أخمل الشئ لم يذكر، وعلى المولى تكبير صغيره ونشره، وعلى المولى تصغير كبيره وستره. فقال له أبوه: يا بني اني أستدل بما أسمع من قولك على فضلك، واستدعي بن الطول لك في قومك، فإن ظفرت بطول، فعد على قومك، واكف غرب جهلهم بحلمك، والمم شعثهم برفقك، فإنما يفضل الرجال الرجال بأفعالهم، فإنها على أوزانها (1)، وأسقط الفضل، ومن لم تعل له درجة على آخر لم يكن له فضل، وللعليا أبدا على السفلى فضل. فلما مات غالب بن فهر قام لؤي بن غالب مقامه.
وكان للؤي من الولد: كعب، وعامر، وسامة، وخزيمة، وأمهم عائذة، وعوف، والحارث، وجشم، وأمهم ماوية بنت كعب بن القين، وسعد بن لؤي، وأمه يسرة بنت غالب بن الهون بن خزيمة، فأما سامة بن لؤي، فإنه هرب من أخيه عامر بن لؤي، وذلك أنه كان بينهما شر، فوثب سامة على عامر ففقأ عينه، فأخافه عامر، فهرب منه، فصار إلى عمان، فيقال انه مر ذات يوم على ناقة له، فوضعت الناقة مشفرها في الأرض، فعلقتها أفعى ونفضتها، فوقعت على سامة، فنهشت الأفعى ساقه، فقتلته، فقال فيما يزعمون، حين أحس بالموت:
عين فابكي لسامة بن لؤي، * علقت ما بساقه العلاقة لم يروا مثل سامة بن لؤي، * يوم حلوا به، قتيلا لناقه بلغا عامرا وكعبا رسولا * أن نفسي إليهما مشتاقه إن تكن في عمان داري، فإني * ماجد قد خرجت من غير فاقه .