إلى ذلك، وشرط عليهم شروطا، فأقاموا.
ثم جرى بينهم وبين ملك الروم مشاجرة بسبب الإتاوة التي يقبضها ملك الروم، حتى أن رجلا من غسان يقال له جذع ضرب رجلا من أصحاب ملك الروم بسيفه، فقتله، فقال بعضهم: خذ من جذع ما أعطاك! فذهب مثلا، فحاربهم صاحب الروم، فأقاموا مليا يحاربونه ببصرى من أرض دمشق، ثم صاروا إلى المخفف، فلما رأى ملك الروم صبرهم على الحرب، ومقاومتهم جيوشه، كره أن تكون ثلمة عليهم، وطلب القوم الصلح على أن لا يكون عليهم ملك من غيرهم، فأجابهم ملك الروم إلى ذلك، فملك عليهم جفنة ابن علية بن عمرو بن عامر، واستقام الذي بينهم وبين الروم، وصارت أمورهم واحدة.
وكان أول ملك جل قدره وعلا ذكره من غسان، بعد جفنة بن علية:
الحارث بن مالك بن الحارث بن غضب بن جشم بن الخزرج بن حارثة بن ثعلبة ابن عمرو بن عامر بن ثعلبة بن حارثة بن عدي بن امرئ القيس بن مازن بن الأزد.
وملك بعده الحارث الأكبر بن كعب بن علية بن عمرو بن عامر وكعب هو جفنة، وهو ابن مارية، وأمه مارية بنت عاديا بن عامر.
ثم ملك أخوه الحارث الأعرج، فنزل الجولان.
ثم ملك أخوه الحارث الأصغر.
ثم ملك جبلة بن المنذر.
ثم ملك الحارث بن جبلة.
ثم ملك الأيهم بن جبلة.
ثم جبلة بن الأيهم.
وكان الحارث بن أبي شمر بن الأيهم مملكا بالأردن، وكان منزل جبلة دمشق، وفي جبلة بن الأيهم وأهله يقول حسان بن ثابت:
لله در عصابة نادمتهم * يوما بجلق، في الزمان الأول