دار مالك بن العجلان، فوثب عليه، فقتله، ثم صار إلى بعض ملوك اليمن، فشكا إليه ما يلقون من اليهود، فسار ذلك الملك إليهم بجيشه حتى قتل من اليهود مقتلة عظيمة، فصلحت حال الأوس والخزرج وغرس النخل، وأنشأوا المنازل.
وسار باقي القوم يؤمون الشأم، حتى صاروا إلى أرض السراة، فأقام أزد شنوءة بالسراة وما حولها، وخرج منهم قبائل إلى عمان، فكان أول من صار منهم إلى عمان: مالك بن فهم بن غنم بن دوس بن عدثان بن عبد الله بن زهران ابن كعب بن الحارث بن كعب بن عبد الله بن مالك بن نصر بن الأزد، وتزوج مالك بامرأة من عبد القيس، فولدت له عدة أولاد، فيقال ان أصغر ولده قتله إذ كان معه في إبل له، فقام مالك بن فهم يطوف في الإبل، فرفع رأسه، فتوهمه ابنه سارقا، فرماه فقتله، وكان يقال لامه سليمة، فيقال ان مالك ابن فهم قال:
أعلمه الرماية كل يوم، * فلما استد ساعده رماني ثم لحق بعد مالك بن فهم جماعة من بطون الأزد منهم: الربيعة وعمران بنو عمرو بن عدي بن حارثة بن عمرو بن عامر، وهم: بارق، وغالب، ويشكر بن قيس بن صعب بن دهمان، وقوم من عامر، وقوم من حوالة بعمان، فلما صاروا بعمان انتشروا بالبحرين وهجر.
وكان بأرض تهامة من الأزد الجدرة وهم من ولد عمرو بن خزيمة بن جعثمة بن يشكر بن مبشر بن صعب بن دهمان بن نصر بن زهران بن كعب ابن الحارث بن كعب بن مالك بن نصر بن الأزد، وذلك أن عمرا بنى جدار الكعبة، فسمي الجادر، وسار منهم نفر إلى هراة من أرض خراسان.
وسارت غسان إلى الشأم، حتى نزلت بأرض البلقاء، وكان بالشأم قوم من سليح قد دخلوا ذمة الروم، وتنصروا، فسألتهم غسان أن تدخل معهم في ذلك، فكتبوا إلى ملك الروم، فأجابهم ملك الروم إلى ذلك، ثم ساء مجاورتهم