من أنهار واسعة، أو من بحيرة ينصب فيها من سيول شتى مختلفة، لان منها العذب، والمالح، والشبي، ومنها ماء السيل من مواضع حارة، فإذا شربت عرضت الأسقام، واللبن الردي يولد الحجارة في مثانات المرضعين، والنساء لا تصيبهن الحصاة لان مبالهن واسع.
والقول الثالث في الأزمنة، إذا كانت سقيمة، أو سليمة قال ابقراط:
انه ان كان طلوع الكواكب وغيرها على ما ينبغي، وكانت مياه كثيرة في الخريف، وفي الشتاء يسيرة، ولا يكون الصحو كثيرا، ولا البرد فوق المقدار، فكانت مياهها متعدلة في الربيع وفي القيظ، كانت سليمة صحيحة، ويصح الهواء.
وإذا كان الشتاء يابسا شماليا، والربيع كثير الأمطار جنوبيا، عرض للناس في الصيف الحمى والرمد، واختلاف الأغراس لكل ذي طبيعة رطبة، وإذا كان في وقت طلوع الكوكب الذي يدعى الكلب، وهو الشعرى، مطر كثير، وشتاء، وهبت الرياح على أنوائها، كفت الأسقام، ورجي أن يكون الخريف صحيحا، فإن لم يكن ذلك كان الموت في الصبيان وفي النساء، وقل في المشيخة، فمن نجا عرضت له الحمى الربع، وربما آل إلى مع الماء الأصفر.
وإذا كان الشتاء جنوبيا كثير الأمطار، والربيع يابسا شماليا، فإن النساء الحوامل يسقطن في فصل الربيع فإن ولدن كان أولادهن مسقومين، إما يموتون من ساعتهم، وإما يعيشون مهازيل، وأما سائر الناس، فمنهم من يعرض له الاختلاف ورمد يابس، ومنهم من يعرض له النزلات من رأسه إلى رئته، فأما المبلغمون والنساء فيعرض لهم اختلاف الأغراس، وأما أصحاب المرة الصفراء.... (1) فتعرض لهم النوازل لسخافة جلودهم، وذبولة عصبهم، وربما ماتوا فجأة، وربما يبس جانبهم الأيمن.
وما كان من الأمصار يقابل شرق الشمس، ورياحه سليمة، ومياهه غائرة، .