فوهبها (1) لهما، فلهما قدموا المدينة أرسل في ذلك صخير بن أبي الجهم أبياتا من رجز فبلغت مصعبا فندم على ما كان منه ولم يجد بدا من التمام عليه، وذلك قول صخير بن أبي الجهم: (الرجز) - نحن خطمنا (2) بالقضيب مصعبا * يوم كسرنا أنفه ليغضبا - - 235 / / لعل حربا بيننا أن تنشبا (3) * لأن عبدا قد تعالى (4) مرقبا - - وكان في القوم هجينا مغربا (5) * ضربته بالسوط حتى أندبا - - وما أبالي قول من تعصبا * إذا مشت (6) حولي عدي غضبا (7) - - وارتكبت (8) خيرة منه مركبا * ولعبت منه وتلهو (9) ملعبا - - ثم أبينا عاتبا إن يعتبا (10) * فلا يجد إلا السلاح مذهبا - ثم إن خولة (11) بنت القعقاع كبرت وسقمت ووجعت مفاصلها وثقلت رجلاها فأتاها أبو الجهم بعد ما تطاول وجعها ذات يوم يعودها، فقالت له:
إني مسحورة وإن زجاجة (12) هي التي سحرتني، وقد قيل لي إن شفائي في مخ ساقيها إن ادهنت به، وإلى أن فعلت لم يكن دون شفائي شئ، فقال أبو الجهم وكانت فيه بقية من عمية (13) الجاهلية: نعم لك ذلك وقل لك، ثم