يحضرون سوق المجاز إلا محرمين (1) بالحج، وكانوا يعظمون أن يأتوا شيئا من المحارم أو (2) يغير بعض على بعض لأنها أشهر حرم، وإنما سمي الفجار لما صنع فيه من الفجور.
هذا حلف قريش الأحابيش (3) قال عبد العزيز بن عمران بن عبد العزيز الزهري الذي يقال له ابن أبي ثابت (4): كان الذي بدأ حلف الأحابيش أن رجلا من بني الحارث عبد مناة بن كنانة هبط / مكة فباع سلعة له ثم أوى إلى دار من دور بني مخزوم / 178 فاستسقى فخرجت إليه امرأة من قريش، فقال: هلا كنت أمرت بعض الحفدة؟ فقالت: تركتنا بنو بكر نعاما (5) ذا مثل حماد (6) انا أن نترك في حرمنا، قال: فخرج الرجل حتى أتى بني الحارث بن عبد مناة فقال: يا بني الحارث! ذلت قريش لبني بكر، فإن كان عندكم نصر فنصر، فقالوا: ادعوا إخوانكم بني المصطلق والحيا بن سعد بن عمرو، فركبوا إليهم فجاؤوا بهم وسمعت بهم بنو الهون بن خزيمة فركبت معهم وذلك بعد خروج بني أسد من تهامة (7) فخرجوا حتى اجتمعوا بذنب حبشي (8) وهو جبل بأسفل مكة