له حميد بن أبي الجهم وأمه حبيبة (2) بنت الجنيد بن جمانة (3) بن قيس بن زهير بن جذيمة العبسي، وكان له صخر وصخير (4) من أم ولد (5)، وكان له عبد الرحمن من أم ولد، وعبد الله الأصغر وسليمان من أم ولد يقال لها 233 / زجاجة (6) وهي أخيذة (7) / من غسان، وكان بنو أبي الجهم أشداء 1) جلداء (9) ذوي الشر وعرام (10)، ولم يكن يتعرض لهم أحد إلا آذوه، فكان السلطان منهم في مؤونة ومشقة، وقد كان عمرو بن الزبير يمد حبلا فيعترض به الطريق وهو في أيدي حبشانة، فإذا مر إنسان علقوه فيسقط على وجهه، فمر الحسن بن علي عليه السلام فقال له حبشانة: يا ابن رسول الله! نحن مأمورون، فقال رضي الله عنه: سفيه لو يجد مسافها، وعدل عنهم إلى طريق آخر فمر بهم أبو الجهم وهو مكفوف فعلقوه فسقط، فلما أتى منزله جمع بنيه ثم أخرج ذكره فبزق عليه وقال: لو خرج من هذا حر (11) ما فعل بي ما فعل، فمشى بنوه إلى دار عمرو (12) فأشعلوا بابه بالنار يلتمسون أن يخرج إليهم، فلم يفعل، فخرج إليهم مروان بن الحكم وهو أمير المدينة في خلاف معاوية حاجا فبينا هو يسير يوما في مركبه في بعض الطريق دنا منه عبد الله بن مطيع ابن الأسود فكلمه بشئ فرد عليه مروان فأجابه ابن مطيع فأغلظ له في القول، فأقبل مصعب بن
(٢٩٦)