أيام في كل سنة يوما فكان أوله يوم شمطة (1) من عكاظ وعلى الفريقين الرؤساء الذين ذكرناهم (2) غير أبي براء، فكانت هوازن من وراء المسيل وقريش من دون المسيل وبنو كنانة في بطن الوادي وقال لهم حرب بن أمية:
إن أبيحت قريش فلا تبرحوا مكانكم، وتعبت (3) هوازن وأخذوا مصافهم، وتعبت (3) قريش وكان على إحدى المجنبتين ابن جدعان وعلى الأخرى كريز (4) بن ربيعة بن حبيب بن عبد شمس وحرب بن أمية في القلب، فكانت الدبرة أول النهار لكنانة على هوزان حتى إذا كان / آخر النهار وصبرت فاستحر / 141 القتل في قريش، فلما رأى ذلك الذين في الوادي من كنانة مالوا إلى قريش وتركوا مكانهم، فلما فعلوا ذلك استحر القتل بهم وصبروا، فقتل تحت رايتهم ثمانون (5) رجلا، وقال آخرون: لما رأت لذلك بنو بكر بن عبد مناة قال بلعاء بن قيس: استبقاء لقومه [الحقوا برخم -] (6) فاعتزل (7) بهم إلى جبل يقال له رخم، وقال: دعوهم فوددت أنه لم يفلت منه أحد، فكان يوم شمطة لهوازن على كنانة ولم يقتل من قريش أحد يذكر، وزالت قريش آخر النهار بانزيال بني بكر.
ثم يوم العبلاء (8) قال أبو عبيدة: تجمع (9) هؤلاء وأولئك فالتقوا على قرن الحول في اليوم