وما بقي الا القليل وما البقاء الا للملك الجليل فعزم أبو عبيدة على المسير إلى حلب وعقد راية لسهل بن عمرو وعقد راية أخرى لمصعب بن محارب اليشكري وامر عياض بن غانم ان يسير على مقدمتهم واتبعه خالد بن الوليد وسار أبو عبيدة رضي الله عنه إلى أن نزل على الرشين وصالح أهلها وسار إلى حماة فخرج أهلها اليه ومعهم الإنجيل وقد رفعه الرهبان على أكفهم والقسس امام القوم يطلبون منه الصلح والذمام فلما رآهم أبو عبيدة رضي الله عنه وقف وقال لهم ما الذي تريدون فقالوا أيها الأمير نريد ان نكون في صلحكم وذمامكم فأنتم أحب الينا قال الواقدي فصالحهم أبو عبيدة وكتب لهم كتاب الصلح والذمام وخلف رجالا من المؤمنين وسار حتى نزل إلى شيزر فاستقبلوه فصالحهم وقال لهم أسمعتم للطاغية هرقل خبرا فقالوا ما سمعنا له خبرا غير أنه اتصل بنا الخبر ان بطريق قنسرين قد كتب إلى الملك هرقل يستنجد عليكم وقد بعث بجبلة بن الأيهم الغساني من بني غسان والعرب المنتصرة ومعه بطريق عمورية في عشرة آلاف فارس وقد نزلوا على جسر الحديد فكن منهم على حذر أيها الأمير فقال أبو عبيدة رضي الله عنه حسبنا الله ونعم الوكيل قال الواقدي واقام الأمير أبو عبيدة على شيزر وبقي مرة يقول أسير إلى حلب ومرة يقول أسير إلى أنطاكية فجمع امراء المسلمين اليه وقال أيها الناس قد بلغني ان بطريق قنسرين قد نقض العهد وارسل للملك هرقل والخبر كذا وكذا فما أنتم قائلون فقالوا أيها الأمير دع أهل قنسرين والعواصم وسر بنا إلى حلب وأنطاكية فقال خذوا اهبتكم رحمكم الله قال الواقدي وكان بقي من الصلح والعهد الذي بينهم وبين أهل قنسرين شهر أو أقل من ذلك فأقام أبو عبيدة رضي الله عنه ينتظر انفصال العهد قال وكانت عبيد العرب يأتون بجراثيم الشجر من الزيتون والرمان وغير ذلك من الأشجار التي تطعم الثمار فعظم ذلك على الأمير أبي عبيدة
(١١٨)