كثرتهم إذا كان النصر لنا والله معنا فاختلطوا بهم أنتم وكونوا في جملتهم كأنكم من جيشهم إلى أن نلتقي بالبطريق صاحب قنسرين ويفعل الله تعالى ما يشاء ويختار فعند ذلك اختلطوا بهم وصاروا في جملتهم وهم لا يفترقون قال رافع بن عميرة الطائي فلما أشرفنا على حد صلحنا ولاح لنا بلد العواصم وقنسرين إذا ببطريقها قد استقبلنا وقد رفع امامه الصليب واخرج بين يديه القسوس والرهبان وهم يقرأون الإنجيل وقد ارتفعت أصواتهم بكلمة الكفر ودنا بعضهم من بعض وخرج البطريق امام الصحابة ليأتي إلى جبلة بن الأيهم يسلم عليه فاستقبله خالد بن الوليد رضي الله عنه مواجها له وحوله أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما قرب البطريق منهم قال سلمكم المسيح وأبقاكم الصليب فقال خالد ويا ويلك ما نحن من عباد الصليب بل نحن من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم محمد الحبيب وكشف خالد بن الوليد رضي الله عنه وجهه ونادى لا إله إلا الله وحده لا شريك له وان محمدا عبده ورسوله يا عدو الله انا خالد بن الوليد انا المخزومي صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وضرب بيده البطريق وقبض عليه واتنزعه من سرجه وبرز أصحاب رسول الله عليه وسلم وسلوا السيوف على أصحابه وارتفعت الضجة والجلبة واعلن العدو بكلمة الكفر وضج المسلمون بكلمة التوحيد وسمع جبلة وصاحب عمورية أصوات المسلمين وقد ارتفعت بالتهليل والتبكير فانزعجوا لذلك ونظروا إلى السيوف وقد جردت والرماح وقد شرعت فبرزوا نحو أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأحاطوا بهم من كل جانب ومكان فلما نظر خالد إلى ما دهمه ونزل بأصحابه الذين معه والبطريق صاحب قنسرين لا يفارقه وقد ملك قياده وهو خائف ان ينفلت من يديه أو تجري عليه حادثة قبل ان يقتله هم خالد ان يقتله ورفع السيف ليعلوه به فتبسم البطريق من فعاله وعجب خالد من ضحكه وقال ويلك مم ضحكك فقال البطريق لأنك مقتول أنت ومن معك وتريد قتلي وان أنت أبقيت علي
(١٢٣)