* يغشون حتى ما تهر كلابهم * لا يسألون عن السواد المقبل * بيض الوجوه كريمة أنسابهم * شم الأنوف من الطراز الأول * الملحقين فقيرهم بغنيهم * المشفقين على اليتيم الارمل * أولاد جفنة حول قبر أبيهم * قبر ابن مارية الكريم المفضل * ثم خرجنا إلى الشام وهذا آخر عهدي به قال جبلة بن الأيهم اوحفظ لي هذه المكرمة قلت نعم قال فأمر لي بثوب من الكتان الرومي وفيه شيء من الورق وقال أنا أمرت لك بالكتان كي تلبسه ولا تحرمه ثم قال لي بحق ذمة العرب ما كنت تصنع في المكان الذي أسرت فيه فقلت ان الصدق أوفى ما استعمله الرجل انا من أصحاب الأمير أبي عبيدة بن الجراح وقد قصدنا نريد حلب وأنطاكية فقال جبلة اعلم أن الملك قد بعثني انا وهذا البطريق صاحب عمورية حتى ننصر صاحب قنسرين فإنه قد كادكم بصلحه لكم وانا منتظر ان يلاقينا بهذا المكان ولكن ارجع إلى صاحبك أبي عبيدة وحذره من أسيافنا وقل له يرجع من حيث قدم ولا يتعرض لبلاد هرقل وسوف ينزع من أيديكم ما قد ملكتموه من الشام قال سعيد بن عامر فركبت واردفت غلامي وسرت حتى اتيت عسكر المسلمين فأسرع الناس إلي وقالوا ا اين كنت يا ابن عامر فأتيت خيمة الأمير أبي عبيدة رضي الله عنه وحدثته بقصتي مع جبلة بن الأيهم فقال لي لقد خلصك الله بذكرك لحسان بن ثابت الأنصاري ثم جمع أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم للمشورة ثم قال أيها الناس ما ترون من قصة هذا البطريق وقد وفينا له وكادنا فقال خالد بن الوليد رضي الله عنه ان البغي مصرعة وان كادنا كان الله من ورائه بالمرصاد وسوف نكيده أعظم مكيدة وانا أسير إلى لقائه بعشرة رجال من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال
(١٢١)