فتوح الشام - الواقدي - ج ١ - الصفحة ١٢٠
يقولون نحن بنو غسان من حزب الصليب والرهبان قال سعيد بن عامر فناديتهم انا من أصحاب محمد المختار صلى الله عليه وسلم فأسرع بعضهم إلي وهم ان يعلوني بالسيف فناديته يا ويلك اتقتل رجلا من قومك فقال من أي الناس أنت قلت انا من الخزرج الكرام فرد السيف وقال أنت طلبة سيدنا جبلة بن الأيهم وحق المسيح فقلت ومن اين يعرفني جبلة حتى يطلبني فقال إنه يطلب رجلا من أهل اليمن من أنصار محمد بن عبد الله ثم قال سر بنا طائعا والا سرت كرها قال سعيد بن عامر فسرت والجيش معي حتى أشرفنا على جيش عرمرم وعنده اعلام وصلبان قد رفعت فلم أزل مع القوم حتى اتوا بي إلى مضرب جبلة بن الأيهم وإذا به جالس على كرسي من ذهب احمر وعليه ثياب الديباج الرومي وعلى رأسه شبكة من اللؤلؤ وفي عنقه صليب من الياقوت فلما وقفت بين يديه رفع رأسه إلي وقال من أي عرب أنت قلت أنا من اليمن قال أكرمت من أيها فقلت انا من ولد حارثة بن ثعلبة بن عمرو وبن عامر بن حارثة بن ثعلبة بن امرئ القيس بن عبد الله بن الأزور بن عوف بن مالك بن كهلان بن سبأ فقال جبلة من أي الملأ أنت نسبا فقلت انا من ولد الخزرج بن حارثة من أنصار محمد بن عبد الله عليه الصلاة والسلام فقال جبلة وانا من قومك من بني غسان فقلت انا من القبيلة التي نسبت إليها فقال انا جبلة بن الأيهم الذي رجعت عن الاسلام فما رضي صاحبكم عمر بن الخطاب ان يكون مثلي لهذا الدين ناصرا حتى يأخذ مني القود لعبد حقير وانا ملك اليمن وسيد غسان فقلت يا جبلة ان حق الله أوجب من حقك وديننا لا يقوم الا بالحق والنصفة وان عمر بن الخطاب رضي الله عنه لا يخاف ولا تأخذه في الله لومة لائم فقال لي ما اسمك فقلت سعيد بن عامر الأنصاري فقال اوطيء يا سعيد قال فجلست فقال الك عهد بحسان بن ثابت الأنصاري فقلت شاعر رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن قال فيه المصطفى أنت حسان ولسانك حسام فقال لي كم لك منذ فارقته فقلت عهدي به قريب وقد دعاني إلى دعوة صنعها وامر مولاته ان تنشد بها شعرا فيك فأنشدت * لله در عصابة نادمتهم * يوما بجلق في الزمان الأول *
(١٢٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 115 116 117 118 119 120 121 122 123 124 125 ... » »»