ونصنع به مثل ما صنعتم بصورة ملكنا فقالت المسلمون ان صاحبنا فعل ذلك من غير تعمد وأنتم تريدون العمد فقال أبو عبيدة رضي الله عنه مهلا يا قوم فإذا رضي القوم بصورتي فقد أجبتم إلى ذلك ولا يتحدث القوم عنا اننا عاهدنا وغدرنا فان هؤلاء القوم لا عهد لهم ولا عقل ثم أجابهم إلى ذلك قال الواقدي فصوروا أبي عبيدة رضي الله عنه على عمود وجعلوا له عينين من زجاج واقبل فارس منهم حنقا ففقأ عين الصورة ثم رجع إصطخر إلى صاحب قنسرين واخبره بذلك فقال لقومه بهذا نالهم ما يريدون قال واقام أبو عبيدة على حمص يغير يمينا وشمالا ينتظر خروج السنة لينظر ما بعد ذلك قال الواقدي وأبطأ خبر أبي عبيدة على عمر بن الخطاب رضي الله ولم يرد عليه شيء من الكتب والفتح فأنكر عمر ذلك وظن به الظنون وحسب أنه قد داخله خبر وقد ركن إلى القعود عن الجهاد فكتب اليه عمر بن الخطاب رضي الله عنه كتابا يقول فيه بسم الله الرحمن الرحيم من عبد الله عمر بن الخطاب أمير المؤمنين إلى امين الأمة أبي عبيدة عامر بن الجراح سلام عليك فاني احمد الله الذي لا إله إلا هو واصلي على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم وآمرك بتقوى الله عز وجل سرا وعلانية وأحذركم عن معصية الله عز وجل وأحذركم وأنهاكم ان تكونوا ممن قال الله في حقهم قل ان كان آباؤكم وأبناؤكم واخوانكم وأزواجكم وعشيرتكم الآية وصلى الله على خاتم النبيين وامام المرسلين والحمد لله رب العالمين فلما وصل الكتاب إلى أبي عبيدة رضي الله عنه قرأه على المسلمين فعلموا ان أمير المؤمنين عمر يحرضهم على القتال وندم أبو عبيدة رضي الله عنه على صلح قنسرين ولم يبق أحد من المسلمين الا بكى من كتاب عمر بن الخطاب رضي الله عنه وقالوا أيها الأمير ما يقعدك عن الجهاد فدع أهل شيزر وقنسرين واطلب بنا حلب وأنطاكية فلعل الله ان يفتحهما على أيدينا وقد انقضى اجل الصلح
(١١٧)