لأصحابه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يخرج أحد منكم عن صاحبه وكونوا حولي فما اسرع الفرج والنصر من الله عز وجل فوقف أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم حول خالد بن الوليد رضي الله عنه كما امرهم وما قصدهم الا من آيس من نفسه وحملت الروم والعرب المتنصرة بأجمعهم وثبت لهم المسلمون الأخيار وعظم بينهم القتال ودارت بهم الأهوال قال ربيعة بن عامر والله لقد كان خالد بن الوليد كلما كثرت الخيل حولنا وازدحمت علينا يتقيها بنفسه ويفرقها بسيفه ولم نزل كذلك حتى أخذنا العطش والظما قال رافع بن عميرة الطائي فلما رايت ذلك قلت لخالد بن الوليد يا أبا سليمان لقد نزل بنا القضاء فقال والله لقد صدقت يا ابا عميرة لأني نسيت القلنسوة المباركة ولم اصحبها معي قال الواقدي وقد عظم عليهم الامر وعز منهم الصبر واخذهم الانبهار ورأوا من المشركين الدمار والأرض قد ملئت من قتلى المشركين وهم بين الروم كأنهم أسرى وإذ قد نادى بهم مناد وهتف بهم هاتف وهو يقول خذل الآمن ونصر الخائف أبشروا يا حملة القرآن جاءكم الفرج من الرحمن ونصرتم على عبدة الأوثان هذا وقد بلغت القلوب الحناجر وعملت السيوف البواتر ودارت عليهم الحوافر قال الواقدي حدثنا بسرة عن إسحاق بن عبد الله قال كنت مع أبي عبيدة رضي الله عنه فبينما نحن في شيرزة وأبو عبيدة في مضربه وإذا به قد خرج في بعض الليل من مضربه وهو ينادي النفير النفير يا معشر المسلمين لقد أحيط بفرسان الموحدين قال فأسرعنا اليه من كل جانب ومكان وقلنا له ما نزل بك أيها الأمير فقال الساعة كنت نائما إذ طرقني رسول الله صلى الله عليه وسلم وجرني وقال لي معنفا يا ابن الجراح اتنام عن نصرة القوم الكرام فقم والحق بخالد بن الوليد رضي الله عنه فقد أحاط به القوم اللئام وانك تلحق به إن شاء الله تعالى رب العالمين قال الواقدي رحمه الله تعالى فلما سمع المسلمون قول أبي عبيدة رضي الله عنه تبادروا إلى لبس السلاح والزرد وركبوا خيولهم وساروا يريدون خالدا ومن معه قال فبينما الأمير أبو عبيدة رضي الله عنه على المقدمة في أوائل الخيل إذ نظر إلى فارس يسرع به جواده وهو أمام الخيل ويكر في سيره كرا فأمر أبو عبيدة رضي الله عنه رجالا من المسلمين ان الحقوا به فلم يقدروا على ذلك لسرعة جواده قال فلما كلت الخيل عن ادراكه نظر أبو عبيدة اليه وظن أنه من الملائكة قد ارسله الله امامهم غير أنه نادى به الأمير أبو عبيدة على رسلك أيها الفارس المجد والبطل المكد ارفق بنفسك يرحمك الله فوقف الفارس حين سمع النداء فلما قرب أبو عبيدة من الفارس إذا هي أم تميم زوجة خالد بن الوليد رضي الله عنه فقال لها أبو عبيدة ما حملت على المسير امامنا فقالت أيها الأمير اني سمعتك وأنت تصيح وتضج بالنداء وتقول ان خالدا أحاطت به الأعداء فقلت ان خالدا ما يخذل ابدا ومعه ذؤابة المصطفى صلى الله عليه وسلم إذ حانت مني التقاتة إلى
(١٢٩)