* اخذتها والملك العظيم * وانني بحملها زعيم * لأنني كبش بني مخزوم * وصاحب لاحمد الكريم * أسير مثل الأسد الغشوم * يا رب فارزقني قتال الروم * قال الواقدي وسار خالد بن الوليد إلى شيزر ونزل على النهر المقلوب ودعا بمصعب بن محارب اليشكري وضم اليه خمسمائة فارس وأمره ان يشن الغارة على العواصم وقنسرين وسار خالد بن الوليد إلى كفر طاب والمراه والى دير سمعان وجعلت خيل المسلمين تغير يمينا وشمالا على القرى والرساتيق ويأخذون الغنائم والأسارى فرجعوا إلى خالد بن الوليد بالأسارى فسار بهم إلى أبي عبيدة رضي الله عنه فلما نظر إلى خالد وما معه من الغنائم والأموال فرح فرحا شديدا وإذا خلف خالد سواد عظيم قد ارتفعت أصواتهم بالتهليل والتكبير والصلاة على على المبشير النذير فقال أبو عبيدة رضي الله عنه ما هؤلاء يا أبا سليمان فقال خالد هذا مصعب بن محارب اليشكري وقد عقدت له راية على خمسمائة فارس من قومه ومن أهل اليمن وانه أغار بهم على العواصم وقنسرين وقد اتى بالغنائم والسبي والأموال فالتفت الأمير أبو عبيدة فنظر إلى سرح عظيم من البقر والغنم وبراذين عليها رجال ونساء وصبيان ولهم دوي عظيم وبكاء شديد فقصدهم أبو عبيدة رضي الله عنه وإذا برجال مقرونين في الحبال وهم يبكون على عيالهم ونهب أموالهم وخراب ديارهم فقال أبو عبيدة رضي الله عنه لترجمانه قل لهم ما بالكم تبكون ولم لا تدخلون في دين الاسلام وتطلبون الأمان والذمام لتأمنوا على أنفسكم وأموالكم فقال لهم الترجمان ذلك فقالوا أيها الأمير نحن كنا بالبعد منكم وكانت اخباركم تأتينا وما ظننا انكم تبلغون الينا فما شعرنا حتى اشرف علينا أصحابكم فنهبوا أموالنا وأولادنا وساقونا في الحبال كما ترى قال الواقدي وكانت الاعلاج زهاء من أربعمائة علج فقال لهم الأمير ان مننا عليكم واطلقناكم من أسركم ورددنا عليكم أموالكم وأهاليكم فهل تكونون في طاعتنا وتؤدون الجزية الينا والخراج فقالوا أوف لنا بذلك ونحن نفعل جميع ما شرطته علينا فعند ذلك اقبل أبو عبيدة رضي الله عنه إلى المسلمين وقال لهم قد رأيت من الرأي ان أؤمن هؤلاء من القتل وارد عليهم أموالهم وعيالهم فيكونوا عبيدا لنا ويعمروا الأرض والبلاد ونأخذ خراجهم وجزيتهم فما أنتم قائلون فما كنت بالذي اقطع امرا الا بمشورتكم فقالوا الرأي في ذلك أيها الأمير ان رأيت صلاحا للمسلمين
(١١٢)