578 9 / 30 ت - البخاري شيخ الاسلام وامام الحفاظ أبو عبد الله محمد بن إسماعيل بن إبراهيم ابن المغيرة بن بردزبه الجعفي مولاهم البخاري صاحب الصحيح والتصانيف مولده في شوال سنة أربع وتسعين ومائة وأول سماعه للحديث سنة خمس ومائتين وحفظ تصانيف ابن المبارك وهو صبي ونشأ يتيما ورحل مع أمه وأخيه سنة عشر ومائتين بعد أن سمع مرويات بلده من محمد ابن سلام والمسندي ومحمد بن يوسف البيكندي. وسمع ببلخ من مكي ابن إبراهيم، وببغداد من عفان، وبمكة من المقرئ، وبالبصرة من أبى عاصم والأنصاري، وبالكوفة من عبيد الله بن موسى، وبالشام من أبى المغيرة والفريابي، وبعسقلان من آدم. وبحمص من أبى اليمان، وبدمشق من أبى مسهر، شدا وصنف وحدث وما في وجهه شعرة، وكان رأسا في الذكاء، رأسا في العلم، ورأسا في الورع والعبادة.
حدث عنه الترمذي ومحمد بن نصر المروزي الفقيه وصالح بن محمد جزرة ومطين وابن خزيمة وأبو قريش محمد بن جمعة وابن صاعد وابن أبي داود، وأبو عبد الله الفربري وأبو حامد ابن الشرقي ومنصور بن محمد البزدوي وأبو عبد الله المحاملي وخلق كثير، وكان شيخا نحيفا ليس بطويل ولا قصير إلى السمرة، كان يقول لما طعنت في ثماني عشرة سنة جعلت أصنف قضايا الصحابة والتابعين وأقاويلهم في أيام عبيد الله بن موسى، وحينئذ صنفت التاريخ عند قبر النبي صلى الله عليه وآله في الليالي المقمرة، وعن البخاري قال: كتبت عن أكثر من الف رجل.