ابن كاسب وطبقتهم وقد ارتحل قبل ذلك ولحق آدم بن أبي اياس ونحوه فلم يسمع إذ ذاك، ثم ارتحل إلى الحجاز والشام والعراق ومصر، وبه وببقى صارت الأندلس دار حديث. قال ابن الفرضي: كان عالما بالحديث بصير بطرقه متكلما على علله كثير الحكاية عن العباد ورعا زاهدا متعففا صبورا على نشر العلم نفع الله به أهل الأندلس، كان أحمد بن الجباب لا يقدم عليه أحدا ممن أدركه، وكان يعظمه جدا، ويصف عقله وفضله وورعه، غير أنه ينكر عليه كثرة رده لكثير من الأحاديث.
قال ابن الفرضي: كان كثيرا ما يقول: ليس هذا من كلام النبي صلى الله عليه وآله وسلم في شئ - وهو ثابت من كلامه، وله خطأ كثير محفوظ عنه، ويغلط ويصحف، ولا علم له بالعربية ولا الفقه. قلت: روى عنه أحمد بن خالد بن الجباب وقاسم بن اصبغ ومحمد بن عبد الملك بن أيمن وأبو عمر أحمد بن عبادة ومحمد بن المسور الفقيه وخلق سواهم أندلسيون، قال ابن حزم: كان ابن وضاح يواصل أربعة أيام. قلت: مات في المحرم سنة تسع وثمانين ومائتين.
كتب إلينا أبو محمد بن هارون من المغرب عن أبي القاسم بن بقى عن شريح بن محمد عن علي بن أحمد الحافظ نا أحمد بن محمد بن الحسور نا عبد الله ابن أبي دليم ثنا محمد بن وضاح نا أبو بكر بن أبي شيبة نا يزيد بن هارون نا حميد عن بكر بن عبد الله عن ابن عمر قال انما أهل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بالحج وأهل لنا معه فلما قدم قال من لم يكن معه هدى فليحل فأحل الناس الا من كان معه هدى وكان مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم