تهذيب الكمال - المزي - ج ١٦ - الصفحة ٢٤
وقال محمد بن سعد (1): مات بهيت (2) منصرفا من الغزو سنة إحدى وثمانين ومئة، وله ثلاث وستون سنة، ولد سنة ثماني عشرة ومئة، وطلب العلم، وروى رواية كثيرة، وصنف كتبا كثيرة في أبواب العلم وصنوفه، حملها عنه قوم، وكتبها الناس عنهم، وقال الشعر في الزهد والحث على الجهاد، وقدم العراق والحجاز والشام ومصر واليمن، وسمع علما كثيرا، وكان ثقة، مأمونا، إماما، حجة، كثير الحديث.
وكذلك قال غير واحد (3) في تاريخ وفاته، ومبلغ سنه، والمحفوظ ما ذكرنا والله أعلم.
قال الحافظ أبو بكر الخطيب (4): حدث عنه معمر بن راشد، والحسين بن داود البلخي، وبين وفاتيهما مئة وثنتان وثلاثون سنة.
وقيل: مئة وثلاثون سنة، وقيل: مئة وتسع وعشرون سنة (5).

(١) طبقاته: ٧ / ٣٧٢.
(٢) ما زال قبره بها ظاهر.
(٣) منهم خليفة بن خياط (طبقاته (٣٢٣)، والبخاري (تاريخه الكبير: ٥ / الترجمة ٦٧٩، والصغير: ٢ / ٢٢٥)، وابن حبان (ثقاته: ٧ / ٧). وقال الخطيب عن عبدان: ومات بهيت وعانات لثلاث عشر خلت من رمضان سنة ١٨١ ه‍ " (تاريخه: ١٠ / ١٦٨).
(٤) السابق واللاحق: ٢٥٢. وفيه " مئة واثنتان وثلاثون سنة وقيل وثلاثون، وقيل وثمان، وقيل وتسع وعشرون سنة ".
(٥) وقال أبو عثمان الكلبي: قال لي الأوزاعي: رأيت عبد الله بن المبارك؟ قلت: لا. قال:
لو رأيته لقرت عينك (الجرح والتعديل: ٥ / الترجمة ٨٣٨)، و (تاريخ الخطيب:
١٠ / ١٥٧) وقال عبد الرحمان بن أبي حاتم: سمعت أبي يقول: قال علي بن المديني: عبد الله بن المبارك ثقة وقال أيضا: سمعت أبي يقول: عبد الله بن المبارك ثقة إمام. وقال أيضا: سمعت أبا زرعة يقول: عبد الله بن المبارك اجتمع فيه فقه وسخاء وشجاعة وغزو وأشياء. (الجرح والتعديل: ٥ / الترجمة ٨٣٨). وقال العجلي:
خراساني ثقة ثبت في الحديث، رجل صالح، وكان يقول الشعر، وكان جامعا للعلم (ثقاته، الورقة ٣١). وقال أبو زرعة الدمشقي: حدثنا عبد الله بن الزبير الحميدي قال:
سمعت رجلا قال لسفيان: إن ابن المبارك يروي عنك، عن ابن طاوس، عن أبيه:
" ليس في القلس وضوء "؟ فقال ابن عيينة: ما أعرف هذا، وإن ابن المبارك لثقة (تاريخه: ٥٥٧). وقال ابن حبان في " الثقات ": كان فيه خصال مجتمعة لم تجتمع في أحد من أهل العلم في زمانه في الدنيا كلها كان فقيها عالما (٧ / ٧). وقال ابن حجر في " التهذيب " قال الحاكم: هو إمام عصره في الآفاق وأولاهم بذلك علما وزهدا وشجاعة وسخاء. وقال الأسود بن سالم: إذا رأيت الرجل يغمز ابن المبارك فاتهمه على الاسلام. وقال النسائي لا نعلم في عصر ابن المبارك أجل من ابن المبارك، ولا أعلى منه، ولا أجمع لكل خصلة محمودة منه. (التهذيب ٥ / 386 - 387) وقال في " التقريب ": ثقة ثبت فقيه عالم جواد مجاهد جمعت فيه خصال الخير.
(٢٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 ... » »»
الفهرست