أول ما أنكر من عمر بن عبد العزيز أنه خرج في جنازة فأتى ببرد كان يلقى للخلفاء يقعدون (1) عليه إذا خرجوا إلى جنازة فألقي له فضربه برجله ثم قعد على الأرض فقالوا ما هذا فجاء رجل فقام بين يديه فقال يا أمير المؤمنين اشتدت بي الحاجة وانتهت بي الفاقة والله سائلك عن مقامي هذا بين يديك وفي يده قضيب قد اتكأ عليه بسنانه فقال أعد علي ما قلت فأعاد عليه فقال يا أمير المؤمنين اشتدت (2) بي الحاجة وانتهت بي الفاقة والله سائلك عن مقامي هذا بين يديك فبكى حتى جرت دموعه على القضيب ثم قال له ما عيالك قال خمسة وأنا وامرأتي وثلاثة أولادي قال فإنا نفرض لك ولعيالك عشرة دنانير ونأمر لك بخمس مائة مائتين من مالي وثلاثمائة من مال الله تبلغ بها حتى يخرج عطاؤك 9196 أعرابي شاعر كان في أيام عمر بن عبد العزيز أنبأنا أبو محمد بن صابر أنا أبو الفتح نصر الهمداني المعلم أنا أبو بكر محمد بن علي بن محمد السلمي أنا عبد الرحمن بن نصر نا الحسن بن حبيب نا عبد الله ابن عبد الحميد وكان أدبيا من أهل العلم قال سرق أعرابي سرقة في خلافة عمر بن عبد العزيز فأتي به عمر فأمر بقطع يده فقال يا أمير المؤمنين اسمع مقالتي ثم افعل ما ترى فقال له قل فأنشأ يقول * يميني أمير المؤمنين أعيذها * بعفوك أن تلقى نكالا يشينها ولا خير في الدنيا ولا في نعيمها * إذا ما شمال فارقتها يمينها ولو أن أهلي يعلمون لسيرت * إليك المطايا عينها وقطينها * فقال له يا أعرابي هذا حد من حدود الله وتركه ذنب فقال يا أمير المؤمنين فاجعل هذا من الذنوب التي تستغفر الله منها قال فأمر بتخليته 9197 رجل من أهل اليمامة وفد على عمر بن عبد العزيز متظلما من عامله على اليمامة وقال رجزا في ذلك
(٢٠١)