قرأت في كتاب أبي الحسن محمد بن العباس بن أحمد بن محمد بن القزاز - بخطه - أخبرنا محمد بن العباس الضبي الهروي، حدثنا أبو إسحاق أحمد بن محمد ابن ياسين الهروي، حدثنا محمد بن عبد الرحيم قال: سمعت أبا الهذيل خالد بن الهياج يقول: أنا خالد بن الهياج بن بسطام بن الهياج بن عمران بن الفضيل بن عابد ابن قنبرة بن عجر بن همس بن غالب بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم بن مر ابن أد بن طابخة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان.
قلت: وكان خالد بن الهياج يروي عن أبيه عن جده أن عمران بن الفضيل أبا الهياج وفد على النبي صلى الله عليه وسلم فأسلم، فأقام بحضرة رسول الله صلى الله عليه وسلم ملازما له إلى أن مات، وأن النبي صلى الله عليه وسلم صلى عليه ودفنه بيده.
أخبرنا محمد بن عمر بن بكير، أخبرنا الحسين بن أحمد الصفار، أخبرنا أحمد بن محمد بن ياسين قال: سمعت محمد بن عاصم يقول: سمعت أبي يحكيه عن أبيه قال: حج الهياج بن بسطام معنا، فلما أن قدمنا بغداد حدث الناس، اجتمع عليه من الخلائق ما لا يصحون، فلما أراد الخروج مع الناس قال أصحاب الحديث: فنى ما في جراب الخراساني فهو يهرب، ففاسخ الكرى وأقام فيهم أشهرا يحدثهم.
قال ابن ياسين: وسمعت الحسين بن إدريس يحكي هذه الحكاية.
أخبرنا محمد بن عمر بن بكير، أخبرنا الحسين بن أحمد الصفار، حدثنا أحمد بن محمد بن ياسين قال: سمعت أحمد بن محمد بن عبد الرحمن القريشي يقول: سمعت محمد بن سعيد بن هناد يقول: سمعت أبي يقول: ما رأيت محدثا أفصح لسانا من الهياج بن بسطام الحنظلي ولقد حدث بالعراق واجتمع عليه مائة ألف من الناس يتعجبون من فصاحته يكتبون عنه. قال أبي: فكنت عند جرير بن عبد الحميد وكنت مقدما عنده فذكرت له الهياج فقلت له: أكنت تراه عند المحدثين؟ فقال:
كنت أراه عند ليث بن أبي سليم، وكان نبيل الطيلسان ما علمته.
وقال ابن ياسين: سمعت يوسف بن إدريس يحكي عن أحمد بن جرير قال:
سمعت ابن مكي بن إبراهيم يقول: قال المكي بن إبراهيم: ما علمنا الهياج إلا ثقة صادقا عالما، وكانت فتيا بغداد عليه ما كان بها، ومحدثهم، لم يجتمع بغداد على أحد ما اجتمع عليه، وكان أكبرهم وأفصحهم لسانا.