وحدثنا ابن مخلد، حدثنا أحمد بن إبراهيم أبو علي القوهستاني. قالا: حدثنا يحيى بن محمد بن يحيى، أخبرنا ابن لهيعة عن عقيل عن الزهري عن عروة عن عائشة: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أتى بالباكورة من الفاكهة وضعها على فيه، ثم وضعها على عينيه، ثم قال: ((اللهم كما أطعمتنا أوله فأطعمنا آخره)) (1). قال أبو علي القوهستاني: سمعت يحيى بن محمد بن يحيى يقول: في هذا الحديث عروة عن عائشة في كتابي بين السطرين، وزاد يحيى بن محمد في حديثه:
ثم يناوله (ع) من بحضرته من الولدان.
قلت: رواه قتيبة عن ابن لهيعة عن عقيل عن الزهري عن النبي صلى الله عليه وسلم لم يذكر فيه عائشة ولا عروة، وذاك أصح.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق، أخبرنا إبراهيم بن محمد بن يحيى المزكي - إجازة - قال: حدثني أبو علي الحسن بن محمد وغيره أن محمد بن يحيى وابنه يحيى اختلفا في مسألة فقال: أحدهما للآخر اجعل بيننا في ذلك حكما، فرضيا بمحمد بن إسحاق بن خزيمة، فقضى ليحيى بن محمد على أبيه، قال المزكي: كان يحيى بن محمد له موضع من العلم والحديث، وكان سمع من العيشي ونحوه.
وحدثني السراج قال: كان يحيى بن محمد أخرجه القراء، وجماعة من أصحاب الحديث، وأصحاب الرأي، وأركبوه دابة وألبسوه سيفا. قال المزكي: بلغني أنه كان سيف خشب، وقابلوا سلطان نيسابور ويقال له أحمد بن عبد الله الخجستاني، خارجي غلب على البلد، وكان ظالما غاشما، وكان الناس أو أكثرهم مجتمعين مع يحيى بن محمد عليه، فكانت الدائرة على العامة. وهرب يحيى بن محمد إلى رستاق من رساتيق نيسابور يقال له بشت، فدل عليه أحمد بن عبد الله وجئ به، فيقال إن عامة من كان مع يحيى من الرؤساء انقلبوا عليه لما واقفه أحمد بن عبد الله، وقال له ألم أحسن إليك؟ ألم أفعل ألم أفعل؟ وكان يحيى بن محمد فوق جميع أهل البلد - فقال يحيى بن محمد: أكرهت على ذلك واجتمعوا علي قال: فرد عليه الجماعة - أو من حضر منهم - فقالوا: ليس كما قال. فأخذه أحمد بن عبد الله فقتله، ويقال إنه بنى عليه، ويقال أمر بجر خصيتيه حتى مات، وذلك في سنة نيف وستين ومائتين.