برصوما، زوجته أم جعفر أرغب الناس في خير، وأسرعهم إلى كل بر، وهي أسرع الناس في معروف، أدخلت الماء الحرم بعد امتناعه من ذلك إلى أشياء من المعروف.
أخبرنا القاضي أبو الطيب الطبري، حدثنا المعافى بن زكريا، حدثنا الحسين بن القاسم الكوكبي، حدثنا محمد بن القاسم الضرير قال: قال الأصمعي: دخل العباس ابن الأحنف على هارون الرشيد. فقال له هارون: أنشدني أرق بيت قالته العرب، فقال: قد أكثر الناس في بيت جميل، حيث يقول:
ألا ليتني أعمى أصم تقودني * بثينة لا يخفى على كلامها قال له هارون: أنت وا لله أرق منه حيث تقول:
طاف الهوى في عباد الله كلهم * حتى إذا مر بي من بينهم وقفا قال العباس: أنت والله يا أمير المؤمنين أرق قولا منى ومنه حيث تقول:
أما يكفيك أنك تملكيني * وان الناس كلهم عبيدي وأنك لو قطعت يدي ورجلي * لقلت من الهوى أحسنت زيدي فأعجب بقوله وضحك.
أخبرنا أبو نعيم الحافظ، حدثنا سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني، حدثنا محمد ابن موسى بن حماد البربري، حدثنا يعقوب بن إبراهيم بن صالح، حدثنا عمى علي ابن صالح قال: قال هارون الرشيد بن المهدى بن المنصور، في ثلاث جوار له:
ملك الثلاث الغانيات عناني * وحللن من قلبي بكل مكان مالي تطاوعني البرية كلها * وأطيعهن وهن في عصيان؟
ما ذاك إلا أن سلطان الهوى * وبه قوين أعز من سلطاني أخبرنا بن الفضل، أخبرنا دعلج بن أحمد، أخبرنا أحمد بن علي الأبار قال:
حدثنا محمد قال: سمعت عبد الرزاق يقول: كنت جالسا مع فضيل بن عياض بمكة قال: فمر هارون، فقال فضيل بن عياض: الناس يكرهون هذا، وما في الأرض أعز على منه، لو أنه حتى يضع رأسه لرأيت أمورا عظاما.
أخبرنا أحمد بن عبد الله بن الحسين بن إسماعيل المحاملي، أخبرنا أبو سهل أحمد ابن محمد بن عبد الله بن زياد القطان، حدثنا يحيى بن أبي طالب، حدثنا عثمان بن كثير الواسطي قال: سمعت الفضيل بن عياض يقول: ما من نفس تموت أشد على موتا من هارون أمير المؤمنين، قال: وددت أنه - أو قال ولو وددت - ان الله زاد في عمره من