أخبرنا أبو محمد عبد الله بن أحمد بن عبد الله الأصبهاني حدثنا جعفر الخلدي حدثنا أحمد بن محمد بن مسروق حدثنا هارون بن سوار المقرئ قال سمعت شعيب بن حرب يقول: دخلت على داود الطائي فأكربني الحر في منزله، فقلت: لو خرجنا إلى الدار نستروح؟ فقال إني لأستحي من الله أن أخطو خطوة لذة.
أخبرنا محمد بن الحسين بن إبراهيم الخفاف حدثنا أبو ميسرة قميع بن ميسرة بن حاجب الزهيري حدثنا أحمد بن مسروق حدثنا محمد بن الحسين البرجلاني حدثني هريم حدثني أبو الربيع الأعرج قال: دخلت على داود الطائي ببيته بعد المغرب، فقرب إلى كسيرات يابسة، فعطشت، فقمت إلى دن فيه ماء حار، فقلت: رحمك الله لو اتخذت إناء غير هذا يكون فيه الماء؟ فقال لي: إذا كنت لا أشرب إلا باردا، ولا آكل إلا طيبا، ولا ألبس إلا لينا، فما أبقيت لآخرتي؟ قال: قلت أوصني، قال صم الدنيا، واجعل إفطارك فيها الموت، وفر من الناس فرارك من السبع، وصاحب أهل التقوى إن صحبت، فإنهم أقل مؤنة وأحسن معونة، ولا تدع الجماعة، حسبك هذا إن عملت به.
أخبرني الأزهري أخبرنا محمد بن العباس الخزاز حدثنا أبو مزاحم موسى بن عبيد الله حدثني أبو بكر بن مكرم قال سمعت محمد بن عبد الرحمن الصيرفي يقول:
رحل أبو ربيع الأعرج إلى داود الطائي من واسط ليسمع منه شيئا ويراه، فأقام على بابه ثلاثة أيام لم يصل إليه، قال: كان إذا سمع الإقامة خرج، فإذا سلم الإمام وثب فدخل منزله قال: فصليت في مسجد آخر ثم جئت وجلست على بابه، فلما جاء ليدخل من باب الدار، قلت: ضيف رحمك الله، قال إن كنت ضيفا فادخل، قال فدخلت فأقمت عنده ثلاثة أيام لا يكلمني، فلما كان بعد ثلاث قلت: رحمك الله أتيتك من واسط وإني أحببت أن تزودني شيئا، فقال: صم الدنيا واجعل فطرك الموت، فقلت زدني رحمك الله، قال فر من الناس كفرارك من السبع، غير طاعن عليهم ولا تارك لجماعتهم. قال: فذهبت أستزيده فوثب إلى المحراب. وقال الله أكبر.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق أخبرنا أحمد بن سلمان النجاد حدثنا أبو بكر عبد الله بن محمد بن أبي الدنيا حدثني محمد بن الحسين حدثني رستم بن أسامة حدثني أبو خالد الأحمر. قال قال داودة الطائي: ما حسدت أحدا على شئ إلا أن يكون رجلا يقوم الليل فإني أحب أن أرزق وقتا من الليل. قال أبو خالد: وبلغني أنه كان لا ينام الليل، إذا غلبته عيناه احتبى قاعدا.