4455 - داود بن نصير، أبو سليمان الطائي الكوفي:
سمع عبد الملك بن عمير، وحبيب بن أبي عمرة. وسليمان الأعمش، ومحمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى. روى عنه إسماعيل بن علية، ومصعب بن المقدام، وأبو نعيم الفضل بن دكين، وكان داود من شغل نفسه بالعلم، ودرس الفقه وغيره من العلوم، ثم اختار بعد ذلك العزلة وآثر الانفراد والخلوة، ولزم العبادة واجتهد فيها إلى آخر عمره، وقدم بغداد في أيام المهدي. ثم عاد إلى الكوفة وبها كانت وفاته.
وجدت في كتاب محمد بن العباس بن الفرات الذي سمعه من أبي الحسن إسحاق بن عبدوس قال حدثنا محمد بن يونس الكديمي قال سمعت أبا نعيم يقول:
كنت ببغداد عند داود الطائي وبها المهدي عشرين ليلة، فسمع ضوضاء فقال: ما هذا؟ قالوا: هذا أمير المؤمنين يا أبا سليمان قال: وهو هاهنا؟!.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق أخبر جعفر بن محمد بن نصير الخلدي حدثنا محمد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي حدثنا عبد الله بن أحمد بن شبويه قال سمعت علي بن المديني يقول سمعت ابن عيينة يقول كان داود الطائي ممن علم وفقه. قال: وكان يختلف إلى أبي حنيفة حتى نفذ في ذلك الكلام، قال فأخذ حصاة فحذف بها إنسانا، فقال له: يا أبا سليمان طال لسانك وطالت يدك، قال: فاختلف بعد ذلك سنة لا يسأل ولا يجيب، فلما علم أنه يصبر عمد إلى كتبه فغرقها في الفرات، ثم أقبل على العبادة وتخلى. قال: وكان زائدة صديقا له وكان يعلم أنه يجيب في آية من القرآن يفسرها (ألم غلبت الروم في أدنى الأرض) فأتاه فصلى إلى جنبه، فلما انفتل قال: يا أبا سليمان: (ألم غلبت الروم) فقال: يا أبا الصلت انقطع الجواب فيها، انقطع الجواب فيها مرتين.