الرحمن: لقد رفع الله ابني. فرجع إلى منزله فقال لوالدته لقد رأيت ولدك في حالة ما رأيت أحدا من أهل العلم والفقه عليها، فقالت أمه: أيما أحب إليك ثلاثون ألف دينار، أو هذا الذي هو فيه من الجاه؟ قال: لا والله إلا هذا قالت فإني قد أنفقت المال كله عليه، قال فوالله ما ضيعته.
أخبرنا عبد الله بن محمد بن عبد الله الصريفيني أخبرنا محمد بن عمر بن علي الوراق حدثنا عبد الله بن سليمان السجستاني حدثنا أحمد بن صالح حدثنا عنبسة بن خالد بن أبي النجاد حدثنا يونس - يعني ابن يزيد - قال: رأيت أبا حنيفة عند ربيعة ابن أبي عبد الرحمن وكان مجهود أبي حنيفة أن يفهم ما يقول ربيعة.
أخبرنا محمد بن الحسين بن الفضل القطان أخبرنا عبد الله بن جعفر بن درستويه حدثنا يعقوب بن سفيان حدثنا زيد بن بشر أخبرني ابن وهب حدثني ابن زيد. قال:
مكث ربيعة بن أبي عبد الرحمن دهرا طويلا عابدا يصلي الليل والنهار صاحب عبادة، ثم نزع ذلك إلى أن جالس القوم، فجالس القاسم فنطق بلب وعقل، قال فكان القاسم إذا سئل عن شئ قال: سلوا هذا - لربيعة - قال فان كان شيئا في كتاب الله أخبرهم به القاسم، أو في سنة نبيه، وإلا قال سلوا هذا - لربيعة أو سالم.
وقال يعقوب: حدثنا يحيى بن عبد الله بن بكير حدثني الليث عن يحيى بن سعيد قال قال لي ما رأيت أحدا أفطن من ربيعة بن أبي عبد الرحمن، قال الليث وقال لي عبيد الله بن عمر في ربيعة: هو صاحب معضلاتنا، وعالمنا، وأفضلنا.
وقال يعقوب: حدثنا أبو صالح حدثني الليث عن يحيى بن سعيد أنه قال: ما رأيت أحدا أسد عقلا من ربيعة.
أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن عبد الله بن مهدي أخبرنا محمد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة حدثنا جدي حدثنا الحارث بن مسكين حدثنا ابن وهب حدثنا عبد الرحمن بن زيد بن أسلم. قال: كان يحيى بن سعيد يجالس ربيعة بن أبي عبد الرحمن، فإذا غاب ربيعة حدثهم يحيى أحسن الحديث، وكان يحيى بن سعيد كثير الحديث، فإذا حضر ربيعة كف يحيى - إجلالا لربيعة - وليس ربيعة بأسن منه، وهو فيما هو فيه، وكان كل واحد منهما مجلا لصاحبه.
وأخبرنا أبو عمر بن مهدي أخبرنا محمد بن أحمد بن يعقوب حدثنا جدي. قال:
قرأت على الحارث بن مسكين: أخبركم ابن وهب حدثنا مالك. قال: كان يحيى بن