عبد الرحمن، واسم أبي عبد الرحمن فروخ، وكان مولى آل الهدير من بني تيم بن مرة، وكان يقال له ربيعة الرأي، وكان قد أدرك بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم والأكابر من التابعين، وكان صاحب الفتوى بالمدينة، وكان يجلس إليه وجوه الناس بالمدينة، وكان يحصى في مجلسه أربعون معتما، وعنه أخذ مالك بن أنس.
أخبرني عبد الله بن يحيى السكري أخبرنا محمد بن عبد الله الشافعي حدثنا جعفر ابن محمد بن الأزهر حدثنا ابن الغلابي. قال قال أبو زكريا يحيى بن معين: ربيعة بن أبي عبد الرحمن مولى تيم، واسم أبي عبد الرحمن فروخ.
أخبرنا أبو القاسم الأزهري قال أخبرنا أحمد بن إبراهيم بن شاذان أخبرنا أبو بكر أحمد بن مروان بن محمد المالكي الدينوري القاضي - قراءة عليه بمصر - حدثنا يحيى بن أبي طالب حدثنا عبد الوهاب بن عطاء الخفاف حدثني مشيخة أهل المدينة أن فروخا أبا عبد الرحمن أبو ربيعة خرج في البعوث إلى خراسان أيام بني أمية غازيا، وربيعة حمل في بطن أمه، وخلف عند زوجته أم ربيعة ثلاثين ألف دينار، فقدم المدينة بعد سبع وعشرين سنة وهو راكب فرسا، في يده رمح، فنزل عن فرسه، ثم دفع الباب برمحه، فخرج ربيعة فقال له: يا عدو الله أتهجم على منزلي؟ فقال لا، وقال فروخ يا عدو الله أنت رجل دخلت على حرمتي، فتواثبا وتلبب كل واحد منهما بصاحبه، حتى اجتمع الجيران فبلغ مالك بن أنس والمشيخة فأتوا يعينون ربيعة، فجعل ربيعة يقول: والله لا فارقتك إلا عند السلطان، وجعل فروخ يقول: والله لا فارقتك الا بالسلطان، وأنت مع امرأتي، وكثر الضجيج، فلما بصروا بمالك سكت الناس كلهم، فقال مالك: أيها الشيخ لك سعة في غير هذه الدار، فقال الشيخ هي داري وأنا فروخ مولى بني فلان، فسمعت امرأته كلامه فخرجت فقالت: هذا زوجي، وهذا ابني الذي خلفته وأنا حامل به، فاعتنقا جميعا وبكيا، فدخل فروخ المنزل وقال هذا ابني؟ قالت نعم! قال: فأخرجي المال الذي لي عندك، وهذه معي أربعة آلاف دينار، فقالت المال قد دفنته وأنا أخرجه بعد أيام، فخرج ربيعة إلى المسجد وجلس في حلقته، وأتاه مالك بن أنس، والحسن بن زيد، وابن أبي على اللهبي والمساحقي، وأشراف أهل المدينة وأحدق الناس به، فقالت امرأته اخرج صل في مسجد الرسول، فخرج فصلى، فنظر على حلقة وافرة، فأتاه فوقف عليه، ففرجوا له قليلا، ونكس ربيعة رأسه يوهمه أنه لم يره، وعليه طويلة، فشك فيه أبو عبد الرحمن، فقال من هذا الرجل؟ فقالوا له هذا ربيعة بن أبي عبد الرحمن فقال أبو عبد