محمد بن أحمد بن البراء قال حدثني محمد بن محمد بن سليمان - صاحب البصري حدثني أبو عمر السلمي. قال: مررت بأبي نواس فقال لي تعال اكتب فقلت أنشدك الله أن تسمعني اليوم مكروها. فقال أنا أعرف طريقتك اكتب فكتبت:
- ألا رب وجه في التراب عتيق * ألا رب رأس في التراب زنيق - - أرى كل حي هالكا وابن هالك * وذا حسب في الهالكين عريق - - فقل لمقيم الدار إنك ظاعن * إلى سفر نائي المحل سحيق - - إذا امتحن الدنيا لبيب تكشفت * له عن عدو في ثياب صديق - أخبرنا الحسن بن الحسين النعالي أخبرنا أحمد بن نصر الذارع حدثنا منصور بن اليمان الضرير حدثنا أبو سفيان قال حدثني خالي مسلمة بن مهدي قال لقيت أبا العتاهية. فقلت: من أشعر الناس؟ فقال: جاهليا، أم إسلاميا، أم مولدا؟ فقلت كل.
قال الذي يقول في المديح:
- إذا نحن أثنينا عليك بصالح * فأنت كما نثني وفوق الذي نثني - - وإن جرت الألفاظ منا بمدحة * لغيرك إنسانا فأنت الذي نعنى - والذي يقول في الزهد:
- وما الناس إلا هالك وابن هالك * وذو نسب في الهالكين عريق - - إذا امتحن الدنيا لبيب تكشفت * له عن عدو في ثياب صديق - - قال مسلمة: ولقيت العتابي فسألته عن ذلك فرد علي مثل ذلك.
أخبرني أبو العباس بن مكرم بن عبد الصمد بن محمد بن محمد بن نصر بن أحمد ابن مكرم البزاز أخبرنا أبو محمد الحسن بن الحسين بن إسماعيل النوبختي حدثنا أبو العباس أحمد بن محمد بن سام الضبعي النحوي حدثنا أبو محمد القاسم بن محمد بن بشار الأنباري قال حدثنا مسعود بن بشر. قال لقيت ابن مناذر بمكة وكان عالما بالشعر زاهدا في الدنيا قد أقام بمكة، فقلت له: من أشعر الناس؟ فقال: من إذا شبب لعب، وإذا أخذ فيما قصد جد. قلت: مثل من؟ قال جرير إذ يقول:
- إن الذين عدوا بلبك غادروا * وشلا بعينك لا يزال معينا - - غيضن من عبراتهن وقلن لي * ماذا لقيت من الهوى ولقينا - ثم قال حين جد:
- إن الذي حرم الخلافة تغلبا * جعل الخلافة والنبوة فينا - - مضر أبي وأبو الملوك فهل لكم * يا جرو تغلب من أب كأبينا - - هذا ابن عمي في دمشق خليفة * لو شئت ساقكم إلي قطينا -