بهم ويدعو لأيوب على المنبر بالتأمير له، فقال محمد بن نوفل التميمي:
- فما عجب أن تطلع الشمس بكرة * من الغرب إذ تعلو على ظهر منبر - - ولولا أناة الله جل ثناؤه * لصبحت الدنيا بخزي مدمر - - إذا جعفر رام الفخار فقل له * عليك ابن ذي موسى بموساك فافخر - - فقد كان عمار إذا ما نسبته * إلى جده الحجام لم يتكبر - ثم عزل جعفر بن محمد عن قضاء الكوفة، وحمل إلى سر من رأى فولى قضاء القضاة إلى أن مات بسر من رأى.
3611 - جعفر بن علي بن السري بن عبد الرحمن، أبو الفضل، المعروف بجعيفران الشاعر:
ولد ببغداد ونشأ بها، وأبوه من أبناء خراسان. وكان جعفر من أهل الفضل والأدب، ووسوس في أثناء عمره، وله أخبار وأشعار مستحسنة.
أخبرنا محمد بن الحسين الجازري حدثنا المعافي بن زكريا الجريري حدثنا محمد ابن عبد الواحد - أبو عمر اللغوي - قال سمعت أحمد بن سليمان المفيدي قال حدثني خالد الكاتب. قال: ارتج على وعلى دعبل وآخر من الشعراء نصف بيت قلناه جميعا وهو قولنا: يا بديع الحسن، فقلنا ليس إلا جعيفران الموسوس، فجئناه فقال: ما تبغون؟ قال خالد: جئناك في حاجة، قال: لا تؤذوني فإني جائع، فبعثنا فاشترينا له خبزا ومالحا، وبطيخا ورطبا، فأكل وشبع، ثم قال لنا: هاتوا حاجتكم، قلنا له: قد اختلفنا في بيت وهو:
- يا بديع الحسن حاشا * لك من هجر بديع - فقال: فقال له دعبل: فزدني أنا بيتا آخر فقال: نعم!
- وبحسن الوجه عوذ * تك من سوء الصنيع - فقال له الذي معنا: ولى أنا بيتا آخر. فقال نعم!
- ومن النخوة يستعفيك * لي ذل الخضوع - فقمنا وقلنا: نستودعك الله. فقال: انتظروا حتى أزودكم لي بيتا آخر:
- لا يعب بعضك بعضا * كن جميلا في الجميع - أخبرنا أبو عبد الرحمن إسماعيل بن أحمد بن عبد الله النيسابوري الحيري أخبرنا الحسن بن محمد بن حبيب الواعظ أخبرنا أبو نصر أحمد بن محمد بن ملحان