قلت: وبسر من رأى مات، وبها قبره إلى جنب أبيه.
3887 - الحسن بن علي، أبو علي المسوحي:
أحد الكبراء من شيوخ الصوفية حكى عن بشر بن الحارث. روى عنه الجنيد بن محمد، وأبو العباس بن مسروق والقاضي المحاملي. وأسند عنه محمد بن هارون بن بريه الهاشمي حديثا عن بشر بن الحارث.
أخبرني أبو الحسن محمد بن عبد الواحد أخبرنا أبو عبد الرحمن محمد بن الحسين السلمي قال: حسن المسوحي كنيته أبو على، كان أستاذ أكثر البغداديين مثل أبي حمزة، وأبى محمد الجريري، وغيرهما. وهو من كبار أصحاب سرى، وهو أول من عقدت له الحلقة ببغداد يتكلم في هذه العلوم، ولما قعد حضره جماعة أصحاب السري، ولم يتخلف عن مجلسه أحد.
سمعت أبا نعيم الحافظ يقول: بلغني عن الجنيد وابن مسروق أن حسنا المسوحي لم يكن له منزل يأوى إليه، وكان يأوى بباب الكناس في مسجد يكنه من الحر والبرد.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق - إجازة - أخبرنا جعفر بن محمد الخلدي حدثني الجنيد وأبو العباس بن مسروق وأبو أحمد المغازلي والجريري وغيرهم قالوا سمعنا حسنا المسوحي يقول: كنت آوى باب الكناس كثيرا، وكنت أقرب من مسجد، ثم أتفيأ فيه من الحر، وأستكن فيه من البرد، فدخلت يوما وقد كان كظنى الحر واشتد علي فتفيأت فغلبتني عيني فنمت فرأيت كأن سقف المسجد قد انشق، وكأن جارية قد تدلت علي من السقف عليها قميص فضة يتخشخش، ولها ذؤابتان، قال فجلست عند رجلي، فقبضت رجلي عنها، فمدت يدها فنالت رجلي فقلت لها يا جارية لمن أنت؟ قالت أنا لمن دام على ما أنت عليه.
أخبرنا محمد بن علي بن الفتح أخبرنا محمد بن الحسين النيسابوري قال سمعت أبا العباس البغدادي يقول سمعت جعفر الخلدي يقول سمعت أبا القاسم - يعنى الجنيد - يقول: كلمت يوما حسن المسوحي في شئ من الأنس فقال لي: ويحك ما الأنس؟ لو مات من تحت السماء ما استوحشت.