فقال: أحسن والله صاحبك في التشبيب، وأغرب علينا في صفة النعال، وتصييره إياها مطايا، من هذا؟ قلت: أبو نواس. قال، لعن الله أبا نواس. وندم على ما مدح من شعره.
أخبرني الحسن بن محمد الخلال حدثنا أحمد بن محمد بن عمران الكاتب حدثنا صالح بن محمد عن أخيه صدقة بن محمد بن صالح قال: اجتمع عند المأمون ذات يوم عدة من الشعراء فقال: أيكم القائل؟
- فلما تحساها وقفنا كأننا * نرى قمرا في الأرض يبلع كوكبا - قالوا: أبو نواس. قال: فالقائل؟
- إذا نزلت دون اللهاة من الفتى * دعا همه عن صدره برحيل - قالوا: أبو نواس. قال: فالقائل؟:
- فتمشت في مفاصلهم * كتمشي البرء في السقم - - قالوا: أبو نواس. قال: هو أشعركم إذا.
أخبرنا هبة الله الحسن بن منصور الطبري أخبرنا أحمد بن محمد بن عمران حدثنا الحسين بن إسماعيل المحاملي حدثنا علي بن الأعرابي قال قال لنا أبو العتاهية: لقيت أبا نواس في مسجد الجامع فعذلته، وقلت له: أما آن لك أن ترعوى؟ أما آن لك أن تزجر؟ فرفع رأسه إلي وهو يقول:
- أتراني يا عتاهي * تاركا تلك الملاهي؟ - أتراني مفسدا بالنسك * بين الناس جاهي؟
قال: فلما ألححت عليه بالعذل أنشأ يقول:
- لن ترجع الأنفس عن غيها * ما لم يكن منها لها زاجر - قال: فوددت أنى قلت هذا البيت بكل شئ قلته.
أخبرنا أحمد بن عمر بن روح النهرواني حدثنا المعافى بن زكريا الجريري حدثنا محمد بن القاسم الأنباري حدثنا أبي حدثنا الحسن بن عبد الرحمن الربعي حدثنا محمد بن إسحاق عن أحمد بن مطهر الكوفي. قال: قال أبو العتاهية: قد قلت عشرين ألف بيت في الزهد، ووددت أن لي مكانها الأبيات الثلاثة التي قالها أبو نواس: