- دب في الفناء علوا وسفلا * وأراني أموت عضوا فعضوا - - ذهبت شرتي بحدة نفسي * فتذكرت طاعة الله نضوا - - ليس من ساعة مضت بي إلا * نقصتني بمرها بي حذوا - - لهف نفسي على ليال وأيام * سلبتهن لعبا ولهوا - - وأسأنا كل الإساءة يا رب * فصفحا عنا إلهي وعفوا - حدثني عبيد الله بن أبي الفتح أخبرنا أحمد بن إبراهيم حدثنا عبيد الله بن عبد الرحمن السكري حدثنا عبد الله بن أبي سعد حدثني إبراهيم بن إسماعيل ابن أخي أبي نواس حدثني أبو جعفر الصائغ الأدمى. قال: لما حضر أبا نواس الموت قال:
اكتبوا هذه الأبيات على قبري:
- وعظتك أجداث صمت * ونعتك أزمنة خفت - - وتكلمت عن أوجه * تبلى وعن صور سبت - - وأرتك قبرك في القبور * وأنت حي لم تمت - قال أبو سعيد: مات أبو نواس في سنة ثمان وتسعين - يعنى ومائة.
أخبرني أحمد بن عبد الواحد أخبرنا عبيد الله بن عثمان حدثني الحكيمي أخبرنا ميمون بن هارون بن مخلد بن أبان الكاتب. قال: قال محمد بن حفص الفأفاء - مولى جعفر بن سليمان - وقطن بن كبير النهشلي، وأبو يعقوب العنبري، ومحمد بن الحسن الأنصاري - سلف أبي نواس - ولد - يعنون أبا نواس - في سنة خمس وأربعين ومائة، ومات سنة ست وتسعين ومائة.
وقال أبو هفان: حدثني محمد بن حرب بن خلف بن مهزوم - وهو عم أبي هفان - وأخبرنا سليمان سخطة والبربري والجماز البصريون ويوسف بن الداية وعلي بن أبي حاضنة وأبو دعامة البغداديون: أن أبا نواس ولد بالأهواز بالقرب من الجبل المقطوع سنة ست وثلاثين ومائة، ومات ببغداد في سنة خمس وتسعين ومائة وكان عمره تسعا وخمسين سنة، ودفن في مقابر الشونيزية في تل اليهود.
أخبرنا علي بن محمد بن المعدل أخبرنا عثمان بن أحمد حدثنا محمد بن أحمد ابن البراء حدثنا عمر بن مدرك حدثني أحمد بن يحيى عن محمد بن نافع. قال:
كان أبو نواس لي صديقا، فوقعت بيني وبينه هجرة في آخر عمره، ثم بلغني وفاته فتضاعف على الحزن، فبينا أنا بين النائم واليقظان، إذا أنا به فقلت: يا أبا نواس!؟