خراسان، قدم بغداد للحج، فكتب الناس عنه، ثم رجع، ومات بخراسان سنة ست عشرة - أو سبع عشرة - ومائتين.
3830 - الحسن بن سهل بن عبد الله، أبو محمد:
وهو أخو ذي الرياستين، الفضل بن سهل. كانا من أهل بيت الرياسة في المجوس وأسلما، هما وأبوهما سهل في أيام هارون الرشيد، واتصلوا بالبرامكة، وكان سهل يتقهرم ليحيى بن خالد بن برمك، وضم يحيى الحسن والفضل ابني سهل إلى ابنيه الفضل وجعفر يكونان معهما، فضم جعفر الفضل بن سهل إلى المأمون، وهو ولى عهد فغلب عليه، ولم يزل معه إلى أن قتل الفضل بخراسان، فكتب المأمون إلى الحسن ابن سهل وهو ببغداد يعزيه بأخيه، ويعلمه أنه قد استوزره، ويأمره بإجراء الأمر مجراه.
فلم يكن أحد من بنى هاشم ولا من سائر القواد يخالف للحسن أمرا، ولا يخرج له عن طاعة، إلى أن بايع المأمون لعلي بن موسى الرضا بالعهد. فغضب بنو العباس وخلعوا المأمون، وبايعوا إبراهيم بن المهدي. فحاربه الحسن بن سهل ثم ضعف عنه فانحدر الحسن إلى فم الصلح فأقام بها، وأقبل المأمون من خراسان، فقوى لذلك الحسن بن سهل ووجه إلى فم الصلح من حارب إبراهيم بن المهدي. فضعف أمر إبراهيم واستتر، ثم دخل المأمون بغداد. وكتب إلى الحسن بن سهل فقدم عليه، فزاد المأمون في كرامته وتشريفه عند تسليمه عليه، وذلك في سنة أربع ومائتين.
ثم إن المأمون تزوج بوران بنت الحسن بن سهل، وانحدر إلى فم الصلح للبناء على بوران بها في شهر رمضان سنة عشر ومائتين فدخل بها ثم انصرف وخلف بوران عند أمها إلى أن حملت إليه.
أخبرني أحمد بن محمد بن أحمد بن يعقوب الوزان حدثني جدي أبو بكر محمد بن عبيد الله بن الفضل بن قفرجل حدثنا محمد بن يحيى الصولي حدثنا عون ابن محمد حدثنا عبد الله بن أبي سهل قال: لما بنى المأمون على بوران بنت الحسن بن سهل وانحدر إليهم إلى ناحية واسط، فرش له يوم البناء حصير من ذهب مسفوف ونثر عليه جوهر كثير فجعل بياض الدر يشرق على صفرة الذهب وما مسه