وكان في الجامع إما نيف وأربعون حلقة أو خمسون حلقة، فلما دخل بغداد ما زال يقعد في حلقة حلقة ويقول لهم: قال الله وقال الرسول. وهم يقولون: قال أصحابنا.
حتى ما بقي في المسجد حلقة غير.
أخبرنا أبو العباس الفضل بن عبد الرحمن الأبهري قال: سمعت أبا عبد الله محمد ابن أحمد بن عبد الأحد الأندلسي بأصبهان قال سمعت أبا بكر بن عبد الرحمن بن الجارود الرقي قال سمعت المزني يقول رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في المنام، فسألته عن الشافعي فقال لي: " من أراد محبتي وسنتي فعليه بمحمد بن إدريس الشافعي المطلبي، فإنه مني وأنا منه ".
أخبرنا الأزهري قال أنبأنا الحسن بن الحسين الهمداني قال نبأنا الزبير بن عبد الواحد الأسد ابادي قال نبأنا أبو عمران موسى بن عمران القلزمي بها قال نبأنا أبو عبد الله السكري في مجلس الربيع بن سليمان قال نبأنا أحمد بن حسن الترمذي قال:
كنت في الروضة فأغفيت، فإذا النبي صلى الله عليه وسلم قد أقبل، فقمت إليه فقلت: يا رسول الله، قد كثر الاختلاف في الدين، فما تقول في رأي أبي حنيفة؟ فقال: أف، ونفض يده. قلت فما تقول في رأي مالك؟ فرفع يده وطأطأ وقال: أصاب وأخطأ. قلت: فما تقول في رأي الشافعي؟ قال: بأبي ابن عمي أحيا سنتي.
أنشدني هبة الله بن محمد بن علي الشيرازي قال أنشدنا المظفر بن أحمد بن محمد الفقيه قال أنشدني علي بن محمد الجرجاني لبعضهم:
مثل الشافعي في العلماء * مثل البدر في نجوم السماء قل لمن قاسه بنعمان جهلا * أيقاس الضياء بالظلماء أخبرني أبو منصور محمد بن أحمد بن شعيب الروياني قال نبأنا عياش بن الحسن ابن عياش قال سمعت أحمد بن عيسى بن الهيثم التمار يقول سمعت عبيد بن محمد ابن خلف البزاز يقول: سئل أبو ثور فقيل له: أيما أفقه الشافعي أو محمد بن الحسن؟
فقال أبو ثور: الشافعي أفقه من محمد، وأبي يوسف، وأبي حنيفة، وحماد، وإبراهيم، وعلقمة، والأسود.
أخبرنا أبو نعيم الحافظ قال نبأنا أبو بكر محمد بن إبراهيم بن علي قال سمعت