قاموس الرجال - الشيخ محمد تقي التستري - ج ١٠ - الصفحة ٥٢٨
المفضل صنف لهم صنوف الفرق فرقة فرقة، حتى قال في كتابه: وفرقة يقال لهم " الزرارية " وفرقة يقال لهم " العمارية " - أصحاب عمار الساباطي - وفرقة منهم يقال لهم " اليعفورية " ومنهم فرقة أصحاب سليمان الأقطع، وفرقة يقال لها " الجواليقية " قال يونس: ولم يذكر يومئذ هشام بن الحكم ولا أصحابه، فزعم هشام ليونس أن أبا الحسن (عليه السلام) بعث إليه، فقال له: كف هذه الأيام عن الكلام فإن الأمر شديد، قال هشام: فكففت عن الكلام حتى مات المهدي وسكن الأمر؛ فهذا الذي كان من أمره وانتهائي إلى قوله. وروى رواية أخرى بمضمونه.
وبالإسناد عن يونس قال: كنت مع هشام بن الحكم في مسجده بالعشاء حيث أتاه مسلم صاحب بيت الحكمة، فقال له: إن يحيى بن خالد يقول: قد أفسدت على الرافضة دينهم! لأنهم يقولون: إن الدين لا يقوم إلا بإمام حي، وهم لا يدرون أن إمامهم اليوم حي أو ميت! فقال هشام عند ذلك: إنما علينا أن ندين بحياة الإمام أنه حي، حاضرا كان عندنا أو متواريا عنا حتى يأتينا موته، فما لم يأتنا موته فنحن مقيمون على حياته؛ ومثل مثالا فقال: الرجل إذا جامع أهله وسافر إلى مكة أو توارى عنه ببعض الحيطان فعلينا أن نقيم على حياته حتى يأتينا خلاف ذلك.
فانصرف سالم ابن عم يونس بهذا الكلام، فقصه على يحيى، فقال يحيى: ما ترى ما صنعنا شيئا، فدخل يحيى على هارون فأخبره، فأرسل من الغد فيطلبه، فطلب في منزله فلم يوجد، وبلغه الخبر فلم يلبث إلا شهرين أو أكثر حتى مات في منزل محمد والحسين الحناطين، فهذا تفسير أمر هشام. وزعم يونس أن دخول هشام على يحيى بن خالد وكلامه مع سليمان بن جرير بعد أن أخذ أبو الحسن (عليه السلام) بدهر، إذ كان النهي في زمن المهدي ودخوله إلى يحيى بن خالد في زمن الرشيد.
وعن إبراهيم الوراق السمرقندي، عن علي بن محمد القمي، عن عبد الله بن محمد بن عيسى، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن سالم قال أبو الحسن (عليه السلام): قولوا لهشام يكتب إلي بما يراه القدرية، قال فكتب إليه: سل القدرية: أعصى الله من عصى بشيء من الله، أو بشيء كان من الناس، أو بشيء لم يكن من الله ولا من
(٥٢٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 523 524 525 526 527 528 529 530 531 532 533 ... » »»