قاموس الرجال - الشيخ محمد تقي التستري - ج ١٠ - الصفحة ٥٣٣
أبو عبد الله (عليه السلام) بالجلوس، ثم قال له: ما حاجتك أيها الرجل؟ قال: بلغني أنك عالم بكل ما تسأل عنه، فصرت إليك لأناظرك! فقال أبو عبد الله (عليه السلام): في ماذا؟ قال: في القرآن وقطعه وإسكانه، وخفضه ونصبه ورفعه، فقال أبو عبد الله (عليه السلام): يا حمران دونك الرجل! فقال الرجل: إنما أريدك لا حمران، فقال أبو عبد الله (عليه السلام): إن غلبت حمران فقد غلبتني، فأقبل الشامي يسائل حمران حتى ضجر ومل وعرض، وحمران يجيبه، فقال أبو عبد الله (عليه السلام): كيف رأيت يا شامي؟ قال: رأيته حاذقا ما سألته عن شيء إلا أجابني فيه، فقال أبو عبد الله (عليه السلام): يا حمران، سل الشامي فما تركه يكشر (1)، فقال الشامي: أريد يا أبا عبد الله أناظرك في العربية، فالتفت أبو عبد الله (عليه السلام) فقال: يا أبان بن تغلب ناظره، فناظره فما ترك الشامي يكشر، قال:
أريد أن أناظرك في الفقه، فقال أبو عبد الله (عليه السلام): يا زرارة ناظره، فناظره فما ترك الشامي يكشر، قال: أريد أن أناظرك في الكلام، فقال: يا مؤمن الطاق ناظره، فناظره فسجل الكلام بينهما، ثم تكلم مؤمن الطاق بكلام فغلبه به، فقال: أريد أن أناظرك في الاستطاعة، فقال للطيار: كلمه فيها، فكلمه فيها فما تركه يكشر، ثم قال: أريد أن أكلمك في التوحيد، فقال لهشام بن سالم: كلمه، فسجل الكلام بينهما، ثم خصمه هشام، فقال: أريد أن أتكلم في الإمامة، فقال لهشام بن الحكم: كلمه يا أبا الحكم، فكلمه فما تركه يريم ولا يحلي ولا يمري فبهت، فضحك أبو عبد الله (عليه السلام) حتى بدت نواجذه، فقال الشامي: كأنك أردت أن تخبرني أن في شيعتك مثل هؤلاء الرجال؟ قال: هو ذلك، ثم قال: يا أخا أهل الشام، أما حمران فحرفك فخرت له فغلبك بلسانه وسألك عن حرف من الحق فلم تعرفه، وأما أبان ابن تغلب فمغث حقا بباطل فغلبك، وأما زرارة فقاسك فغلب قياسه قياسك، وأما الطيار فكان كالطير يقع ويقوم، وأنت كالطير المقصوص لا نهوض لك، وأما هشام بن سالم فأحسن أن يقع ويطير، وأما هشام بن الحكم فتكلم بالحق فما سوغك بريقك.

(1) في تنقيح المقال ونسخة من الكشي: يكثر.
(٥٣٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 528 529 530 531 532 533 534 535 536 537 538 ... » »»