قاموس الرجال - الشيخ محمد تقي التستري - ج ١٠ - الصفحة ٥٢٩
الناس؟ قال: فلما دفع الكتاب إليه قال لهم: ادفعوه إلى الحسن (1)، فدفعوه إليه فنظر فيه، ثم قال: ما صنع شيئا، فقال أبو الحسن (عليه السلام): ما ترك شيئا، قال أبو أحمد:
وأخبرني أنه كان الرسول بهذا إلى الصادق (عليه السلام).
وعن حمدويه، عن محمد بن عيسى، عن جعفر بن عيسى، عن علي بن يونس ابن بهمن، قلت للرضا (عليه السلام): جعلت فداك! إن أصحابنا قد اختلفوا، فقال في أي شيء اختلفوا فيه، احك لي من ذلك شيئا؟ قال: فلم يحضرني إلا ما قلت جعلت فداك! من ذلك ما اختلف فيه زرارة وهشام بن الحكم، فقال زرارة: إن المنفي (2) ليس بشيء وليس بمخلوق، وقال هشام: إن المنفي (3) شيء مخلوق، فقال لي: قل في هذا بقول هشام ولا تقل بقول زرارة:
وعنه، وعنه، عنه قال: قال موسى بن الرقي لأبي الحسن الثاني (عليه السلام): جعلت فداك!
روى عنك المشرقي وأبو الأسود أنهما سألاك عن هشام بن الحكم، فقلت: ضال مضل شرك في دم أبي الحسن (عليه السلام) فما تقول فيه يا سيدي، نتولاه؟ قال: نعم، فأعادا عليه نتولاه على جهة الاستقطاع؟ قال: نعم تولوه، إذا قلت لك فاعمل به ولا تريد أن تغالب به، اخرج الآن فقل لهم: قد أمرني بولاية هشام بن الحكم، فقال المشرقي لنا بين يديه - وهو يسمع -: ألم أخبرتكم إن هذا رأيه في هشام بن الحكم غير مرة.
وعنه، عنه، عن الحسن بن علي بن يقطين، قال: كان أبو الحسن (عليه السلام) إذا أراد شيئا من الحوائج لنفسه أو مما يعتريه من أموره كتب إلى أبي - يعني عليا -:
اشتر لي كذا وكذا، واتخذ لي كذا وكذا وليتولى ذلك لك هشام بن الحكم، فإذا كان غير ذلك من أموره كتب إليه: اشتر لي كذا وكذا، ولم يذكر هشاما إلا في ما يعني به من أمره؛ وذكر أنه بلغ من عنايته به وحاله عنده أنه سرح إليه خمسة عشر ألف درهم، وقال له: اعمل بها ولك أرباحها ورد إلينا رأس المال، ففعل ذلك هشام (رحمه الله)، وصلى الله على أبي الحسن (عليه السلام).

(١) كذا في الأصل، وفي الكشي وتنقيح المقال: " الجهيمي ". ويقصد به: هشام بن الحكم.
(2 و 3) في الكشي المطبوعة بتصحيح المصطفوي بدل " المنفي ": الهواء.
(٥٢٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 524 525 526 527 528 529 530 531 532 533 534 ... » »»